من الذي كرس مفاهيم دروشة الدين والمفتي؟!.. مبارك الذروة متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 24, 2013, 12:50 ص 621 مشاهدات 0
الراي
رواق الفكر / الدين حين يكون مطية السياسة
د. مبارك الذروة
ما الذي تسعى له انظمة الاستبداد وحكومات الطغيان في منطقتنا العربية! من الذي كرس مفاهيم دروشة الدين والمفتي!
لا نزال نتذكر الافلام المصرية القديمة وهي تصور لنا مشايخ نص كم على انهم علماء الامة كجزء من مخطط تشويه صور العلم والعلماء في اذهان وضمائر الشعوب العربية وابنائها!
لكن لماذا سعت انظمة الاستبداد لتشويه وتقزيم رواد العلم والافتاء في المنطقة العربية؟ ولماذا امتلأت الدراما العربية والشاشة الصغيرة في عقود الاربعينات والخمسينات بمشاهد مضحكة تسقط من وقار وهيبة رموز الاسلام واهله!؟
الحقيقة التي قد لا يعرفها البعض هي ان علماء الامة وفقهاءها عبر التاريخ كانوا هم من يتقدم صفوف الجيوش العربية امام المعتدين وهم من يرفع لواء الجهاد ضد الغزاة!
لن اذكر اسماء من عصور القرون المفضلة الاولى وما بعدها إلى عصور ابن تيمية والعز بن عبدالسلام بل سأذكر من العصر الحديث. فمن منا لا يعرف عمر المختار وعبدالقادر الجزائري وعبدالرحمن الكواكبي وامين الحسيني وغيرهم..!
لقد أطل القرن التاسع عشر برأسه علينا، فأدرك الغرب خطورة تأثير العلم والعلماء على الشارع السياسي!! فنشأ التحالف الخفي بين المستعمر الخارجي والمستعمر المحلي!! بين الغزو الخارجي والسلطة السياسية! فأدركوا أهمية استغلال الاعلام في اسقاط المكون الاساسي لصحوة الشعوب العربية وهم العلماء! وكجزء من ملء الفراغ تم صناعة نوعية كارتونية بديلة من العلماء لا طعم لها ولا لون ولا رائحة!
وليس ادل على ذلك من قوة شكيمة وصلابة العلماء امام الفرنسيين والانكليز من قبل، فأدرك الاستعمار والنظم الاستبدادية الخائنة الحليفة لهم ان اول خطوة في تفكيك ارادة الامة هي في ضرب علمائها ومفكريها!! ما الذي حدث بعد ذلك؟؟؟ هنا فقدت الشعوب ثقتها بعلمائها المرابطين تحت اعتاب السلطة... وحرف الاسلام!
حدثت فجوة كبيرة بين الامة وعلمائها حيث انهزم بعضهم وهاجر او قتل او سجن او حورب او فتن البعض الآخر وأصبحت كراسي العلماء فارغة الا من علماء السلطان الذين تمت صياغتهم وتأطيرهم كما يريد النظام المستبد!!!
واليوم نتساءل أين العلماء؟ أين الفقهاء والعلماء الربانيون الذين انيطت بهم وبرقابهم عدم كتم العلم وتبليغ الرسالة؟ لا يجب ان تترك الشعوب العوبة بين سياسي جاهل لا هم له سوى حطام الدنيا الزائل او شيخ يقتات على العلم والدين، فيختار من النصوص ما يتماشى مع سيده وهواه..
لن ينتهي الصراع بين الفاعل الديني والفاعل السياسي وسيستغل الثاني إرادة الأول ترغيباً أو ترهيباً... حتى يجعلها تابعة له تمهد له الطريق باسم الدين... لتصبح الأمة وشعوبها مخدرة مريضة ذليلة لا روح فيها ولا شموخ.
تعليقات