جدار الذاكرة والأخطاء المتناثرة !
زاوية الكتابكتب مارس 22, 2013, 8:30 م 1535 مشاهدات 0
على جدار الذاكرة علَّقتُ أجمل الذكريات وأحزنها ، وفي كل مرةٍ أتأمل أحدها يتجرع قلبي حزنها وكأنها حدثت لي للتو ! وفي كل ذكرى حزينة تجربة مريرة تملؤها المشاعر المتناقضة التي غصّت بالطرفين ، لماذا الطيبة يقابلها الخُبث؟ ولماذا الوفاء يقابله الغدر والخداع؟ لا جواب سوى أننا بشر ولكنه ليس بالمبرر الكافي فنحن لدينا عقول لا تُستعمل إلا مرةً في الحياة .
البُلهاء أسعد الناس على الإطلاق ؛ لديهم أجمل قلب وأنقى سريرة وروح لا تكره أحداً وعقل غير مستعمل لأنه سبب الشرور ، فنحن من أساء استخدامه واللوم كُل اللوم لك أنت وحدك ، فمن غير المعقول توجيه التهم المعلبة للمجتمع الذي لم يقترف ذنب سوى أن أفراده هم الذنب نفسه !
أخطأت كثيراً في أيامي السابقة ؛ وعندما أُفكر في كل خطأ يخطر ببالي السؤال نفسه (كيف كنت أُفكر وقتها؟) لماذا نعي الخطأ بعد أن تتراكم الأخطاء وتتكون تلك الكرة الثلجية المدمرة لكل ما هو جميل في كوكب القلب !
إن أخطاء الإنسان تنبيه له بأن حياته أقصر من أن يصل للكمال ولله الكمال ؛ لذا تأملوا وقللوا الكلام تقل أخطاؤكم وتتسع بصيرتكم ، ولكن ليس من العدل والانصاف لعقلك تكرار الخطأ نفسه إلا في حالة الإجتهاد وما كتبه الله لك ، ورفقاً بالقلوب حين تتحدث لهم عن تكرارهم للخطأ نفسه فالقلوب كسرها لا يجبر بسهولة ،فما بال أحدهم يُطلقسهام الوقاحة في صدور الأبرياء غير مكترثٍ بالأنفس وما تُخفي من ضعف ، وقبل أن تأتي بما عندك وجه حديثك لك لكي لا ترتكبحماقة تندم عليها بعد قولها بثوان .
أجمل صفة إنسانية هي التسامح ؛ بل هي المعنى الحقيقي للنبل والصفح ، فمسامحتك لمن أخطأ في حقك تجعل أبواق الندمتصرخ في أذنه ،وتسعر نار الحسرة في جوفه وحده ،وأنت ستسعد لأنك سامحت لوجه الله ، وأنت تثق بأن الله سيعوضك خيراً في الدنيا أو الآخره .
دائماً تأتيني أسئلة عن جملة أرددها باستمرار 'للحزن لذات' فعلاً لكل ذكرى حزينة لذة التأمل وتذكر أحداث ومواقف كانت مصدر الهام لك ونقطة تحول لصالحك ، فعندما نتذكر بعض الذكريات الحزينة نسعد ونذرف الدموع بابتسامه !
ومن أجمل الأحزان لذةً ذكرى جمعتك بجميل توفاه الله،فتتذكر كُل ما جمعك معه من حُب وإخلاص وإخاء،اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين .
همسة أخيرة : إذا كنت تُحب أحداً في الله ولم تخبره بذلك فاذهب الآن وأخبره !
بقلم: متعب الديحاني
تعليقات