حبيبتي أمريكا .. لا .. لا .. لا تهجرينا! بقلم نجيب عبد الرحمن الزامل

الاقتصاد الآن

737 مشاهدات 0



.. أول ما تسنّم مسؤولياتِه كوزيرٍ للخارجية الأمريكية بدلا عن هيلاري كلينتون، أكد ''جون كيري'' مرة أخرى لسورية الممزّقة جوعا وموتا وروعا في مشاهد عبثية للقسوة والموت وانعدام التوازن العاطفي والعقلي البشري، أن أمريكا لن تتخلى عن الثورة السورية، وأنها لن ترضى أن يبقى بشار الأسد على كرسي الحكم لأنه لم يعد رئيسا شرعيا لسورية .. وأضاف كيري عن استراتيجية إدارة أوباما لإدارة النزاع السوري، أن أمريكا لن تكتفي بتوفير المساعدات للجيش الحر، بل ستزيد كميات المعونة. ويتوقع الناسُ الذين يأخذون الأشياءَ بوجهها المباشر أن إدارة أوباما صادقة في إرسال تهديد واضح لبشار بأن الوقت قد حان ليتنازل ويمضي.

جميل جدا ما قاله صاحبنا اللي قلبه علينا، وأطرب كلامُه عاطفياً مثلي بالوعود وحرص أمريكا على دعم الثورة حتى تنتصر .. لكن والله أوجعني قلبي لما قال ''إن أمريكا لن تهجر سورية وتتركها لحالها'' The United States of America will not abandon Syria. من أجبره على قول ذلك؟ من شكك أصلا في طيبة العم سام التي يشهد عليها العالم .. وأقول ''العم سام'' لأنه الرمز الشوفيني لأمريكا الجاهزة لنشر قوتها على الأرض. طيب قد يكون أصحابنا الذين شكلوا جبهة إدارية سياسية لإدارة إعلام الحرب السوريون، قد لاموا وعتبوا على أمريكا على تقصيرها مع طلباتهم. وهذا جائز بحكم المنطق وبحكم ما نسمع، وقد يكون قد وصل من أصدقاء أمريكا في المنطقة، وهذا محتملٌ وجائز منطقا وواقعا. طيب أمريكا مع كلمة ''الهجران'' أربكتنا ثم أنها أعلنت صراحة أنها لن تتدخل عسكريا لأنها - ما شاء الله - وعت درسَيْ أفغانستان والعراق.

أعرف أن الأوروبيين يبدون أكثر صراحة في اندفاعهم للحل العسكري، وتستطيع أمريكا بعد أن استوعبت الدرسَ أن تستنبط آلياتٍ جديدة، لأن تعلّم الدرس لا يعني ترك الموضوع، بل أن تتحسن في أداء الموضوع بما كسبت من خبرة ومعرفة .. وقد يكون هناك تدخل عسكري دون أن يدخل جندي واحد على الأرض .. إلا إن كانت أمريكا تود أن تقيم مع جنودها على الأرض التي ساعدتها .. فهنا شأنُ آخر!

يبقى سؤال مهم جدا ومصيري: هل ننادي بتدخل عسكري أم لا؟ سيقول البعض متحمسا طبعا لأن إيران وروسيا لم تتوقفا عن تزويد الجيش الأسدي بالسلاح، فليكونا أشرارا كما شاءا لكنهما وقفا بوضوح ووفاء مع صديق في محنة، ولأن هناك مصالح مهمة جدا يحرسها لهما صديقهما الوفي .. فلماذا لا تكون أمريكا والدول العربية وفية للشعب السوري، ويعملان بالمثل، خصوصا أن الذي يموت من جانب الشعب الأطفالُ والنساءُ والمدنيون، بينما جيش النظام يموتون جنودا محترفين للقتال.

رأي آخر سيقول: وربما سحب التدخل العسكري الأجنبي انقساما عظيما أكبر من الانقسام الحالي بمطالبة الأجنبي بقتل سوري، وإن كان شريرا خائنا، وسيخلق عداء انفصاميا أبديا .. ثم لن يقال إن الثورة انتصرت بل التدخل الأجنبي فعل!

تسألني أنا عن حل: من ''وين'' لي؟! لكن أول ما سأقول - بما أني عاطفي - فليكن شأنا عربيا - عربيا، وكونوا رجالا غيورين وأفذاذا وأنقذوا سورية بأياديكم أنتم لا بأياٍد لن نعلم مهما تكهنا بما تضمر لنا. اقبلوا مساعداتهم تدريباتهم آلياتهم .. ولكن على ألا تطأ أرضُ سورية ولا سماءها إلا قدمٌ عربية أو طائرةٌ عربية.

وقد أكون مخطئا .. لكن لم لا يكون هناك احتمالٌ واحد في التريليون أني قد أصيب!

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك