«التسوّق الإلكتروني» يهدّد باندثار شوارع تجارية في لندن بقلم هشام محمود من لندن
الاقتصاد الآنمارس 16, 2013, 4:20 م 452 مشاهدات 0
مخاوف متزايدة تنتاب أصحاب المحال التجارية في بريطانيا، وخصوصا الواقعة في الشوارع التجارية الرئيسة مثل أكسفورد وريجينت في لندن.
السبب باختصار أن مستقبلا مجهولا بانتظارها، وقد لا يعني إغلاق المحال التجارية فقط، بل إن شارعا تجاريا عريقا مثل شارع أكسفورد، يأتيه السياح من كافة أصقاع الأرض للتبضع، قد يختفي من خريطة الشوارع التجارية، وتتحول محاله الشهيرة مثل 'جان لويس، نكست، سلفيريدجز' إلى محال كوفي شوب ومطاعم ومحال للمأكولات السريعة.
والسبب لا يعود للركود الاقتصادي، بل لتحد لم تعتد عليه الشوارع التجارية، ألا وهو التسوق عبر الإنترنت.
ووصل التشاؤم عند بعض التجار إلى حد الاقتناع بأن عصر الأسواق التجارية في طريقه للاندثار، وأن الكوفي شوب والمطاعم ومحال المأكولات السريعة ستحتل محالهم.
وقال لـ 'الاقتصادية' بوث نِك مسؤول في قسم المبيعات في سلسلة محال دبنهام البريطانية الشهيرة: 'أنصح السياح بالتقاط الصور التذكارية لشارع أكسفورد أو شارع ريجينت التجاريين، والاحتفاظ بها للذكرى، فهذان الشارعان سيختفيان في منتصف القرن الحادي والعشرين'.
وعلل ذلك بأن شارعا مثل أكسفورد 'يعود تاريخه لمنتصف القرن التاسع عشر، هو أشهر شارع تجاري عالميا والأكثر ازدحاما. لقد صمد أمام عشرات الأزمات الاقتصادية، وصمد أمام قصف طائرات هتلر، لكنه سيلفظ أنفاسه الأخيرة بفضل قصف الإنترنت له'.
وأضاف أن التسوق عبر الإنترنت 'يقضي علينا، فالبضائع أرخص، وتصلك لباب المنزل، فلماذا تذهب للسوق وتتبضع إذا كان السوق يمكن أن يأتي إلى باب دارك'.
لكن البيانات الرسمية المتاحة ربما لا تكون بذات الدرجة من تشاؤم بوث نِك، لكنها تكشف عن تهديد خطير يواجه الأسواق التجارية التي اشتهرت بها بريطانيا.
فـ 50 محلا تجاريا في بريطانيا تغلق كل أسبوع، من جراء الخسائر الناجمة عن التسوق عبر الإنترنت، و24 في المائة من المحال التجارية أغلقت في بعض البلدات البريطانية، والسبب أيضا التسوق الإلكتروني.
ومن بين كل ستة محال تجارية هناك محل مغلق، والسبب عمليات الشراء والبيع عبر الإنترنت، ومن كل ثمانية جنيهات استرلينية ينفقها المواطن البريطاني في التبضع فإنه ينفق جنيها للشراء عبر الإنترنت، كما فقدت عشرة آلاف وظيفة في 2012 في محال تجارية أغلقت بسبب التسوق الإلكتروني.
'نعم. التحدي خطير بالنسبة لنا نحن أصحاب المحال التجارية، خاصة الصغيرة منها التي لا تتحمل الخسائر لفترة طويلة، والكارثة أننا لم نفلح حتى الآن في إيجاد حلول لمواجهة ضربات الإنترنت' - وفقا لنِك بوبي صاحب محل ملابس في منطقة توتنهام كورت في وسط لندن.
تعليقات