مهزلة الاستجوابات أثبتت أن الشعب لا يستحق الديمقراطية.. بنظر شملان العيسى

زاوية الكتاب

كتب 1145 مشاهدات 0


الوطن

ملتقطات  /  الديمقراطية ومهزلة الانتخابات

د. شملان يوسف العيسى

 

حسناً فعل رئيس مجلس الامة علي الراشد في دعوته الى وأد الاستجوابات الاربعة ضد الوزراء وتأجيلها لمدة ستة اشهر الى دور الانعقاد المقبل.
مهزلة الاستجوابات وصمة عار في جبين الديموقراطية الكويتية الوليدة وقد اثبتت بأننا كشعب لا نستحق الديموقراطية ولا نعرف كيف نتعامل معها ولا كيفية ممارستها بعقلانية وحكمة.. ولم نستفد في التجارب الانسانية الطويلة التي مرت بها الدول الديموقراطية العريقة التي وضعت اسس نجاح الديموقراطية وخلق المواطن والنائب المسؤول تجاه وطنه .
نواب التخلف في العالم الثالث يتصورون بأن الديموقراطية ما هي الا مجرد انتخابات دورية يتم فيها اختيار اعضاء مجلس الامة.. تجربتنا الطويلة مع النواب افرزت نوابا كل همهم تحقيق مصالحهم الشخصية وبعدها تحقيق مصالح ابناء القبيلة أو الطائفة أو العائلة ولا احد الا نادرا ما يظهر لدينا نواب يفكرون بالتركيز على التشريع للقوانين التي تدخل البلاد في خضم تحديات القرن الجديد نادرا ما نجد النواب يفكرون بمصلحة الكويت ومستقبلها؟ وكيفية النهوض بها؟
الديموقراطية كما نفهمها وندرسها لطلابنا تختلف جذريا عن ما نراه في مجلس الامة.. الديموقراطية تقوم على مبدأ تعزيز الحرية الفردية والمساواة والعدالة امام القانون وتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص للجميع.. والاهم في كل ذلك الابتعاد عن الشعبوية وحكم الشارع ومحاولة ارضائه.. وما تنطوي عليه مفاهيمها من غوغائية وفوضى وعدم احترام هيبة الدولة والقانون، الديموقراطية التي نأمل ان نراها في بلدنا هي الديموقراطية الليبرالية التي اساسها الحرية المسؤولة والعقلانية في التفكير والحرص على التوصل الى حلول وسط التي تنصف وتوفق بين المصالح والاهداف المتناقضة.. وتترجم ممارسة اعضائها من خلال التشريعات الرزينة والمعتدلة نحن لا ندعي بأن حكومتنا مثالية وتعرف تماما كيف تتعامل مع المجلس وان آلية اتخاذ القرار صحيحة ومتوازنة وعقلانية وحكيمة وان الحكومة تملك رؤية واضحة لما يجري في البلد.. الحكومة ليست افضل حالا من المجلس لأن كل هذه السنوات الطويلة في الممارسة الديموقراطية لم تفرز اشخاصاً ومؤسسات مدنية ومؤسسات مجتمع مدني مؤهلة للدفاع عنها.
مؤسسة الحكم ولا تقود الحكومة فقط لا تملك اجندة واضحة لكيفية كسب الرأي العام وضمان مواقفه مع الحكومة لدعمها ولا تملك الحكومة احزاباً ولا اتحادات طلابية أو عمالية أو مؤسسات مجتمع مدني تقف الى جانبها وتوازرها وقت الشدة وتقف معها..
السؤال لماذا فشلت الحكومة في تحقيق غايتها لكسب الشباب الكويتي الى صالحها؟ يعود سبب الفشل الى نظرة مؤسسة الحكم للشعب من منظور تقليدي – رعوي، مفهوم الرعاية الابوي يصلح للمجتمعات التقليدية القديمة لكن هذا الاسلوب الذي يعتمد على العلاقات الشخصية لكسب الاصدقاء فشل فالرعاية تعني توفير كل ما يحتاجه الرعية من عناية واهتمام بإغداق الاموال العامة عليهم لكسب رضاهم المؤقت.. بمعنى آخر مفهوم الرعاية يختلف تماما عن مفهوم المواطنة في الدول الحديثة، فالمواطنة تستوجب شعور المواطن بأن لديه دوراً في تنمية بلده ونهضتها ونموها.. المواطنة تتطلب المساهمة الايجابية في بناء الوطن.. وان كل مواطن عليه واجبات وحقوق تجاه الدولة ومن اهم هذه الحقوق العمل والاخلاص والانتاج والعطاء والحفاظ على المال العام واداء الخدمة العسكرية ودفع الرسوم والضرائب..
لنعود الى قضية الاستجوابات التي نرفضها لأنها ليست صادقة ونابعة من اشخاص نيتهم طيبة ويريدون الاصلاح في البلد.. فمن قراءة محاور الاستجوابات نخرج بنتائج تدل على انها شخصانية يحاول اصحابها الضغط على الحكومة أو الوزير المختص لقبض المقسوم أو الحصول على مشاريع تجارية أو نفطية يحقق فيها مصالحه على حساب المصلحة العامة بالتأكيد هنالك افراد في السلطة أو خارجها يدفعون بالنواب لاستجواب الوزراء لاسقاط الحكومة والعودة مرة اخرى الى الانتخابات..
واخيرا علينا اعادة النظر في حق الاستجوابات.. لأنها كشفت بأن ديموقراطيتنا متخلفة وغير صحيحة.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك