إعادة قناة اليوم للعمل انتصار رسمي للحريات.. هذا ما تراه عواطف العلوي
زاوية الكتابكتب فبراير 22, 2013, 12:55 ص 1323 مشاهدات 0
الكويتية
مندهشة / قناة اليوم.. لحرية دوم..!
عواطف العلوي
أسعدتني جدا عودة قناتنا الشعبية الجميلة، قناة اليوم، إلى العمل لمتابعيها ومحبيها، فقد افتقدنا لشهرين منبر الرأي الآخر الذي منحته هذه القناة للميكروفون، في حين حجبته عنه القنوات الرسمية الأخرى وتوابعها وكممته حتى الاختناق!
اشتقنا إليها كثيرا، اشتقنا للنشرات الإخبارية الحقيقية البعيدة عن زيف التملق والتزلف والتلميع ومسح الجوخ الذي مللناه في النشرات الإخبارية الأخرى.
وفرحنا بعودة 'توك شوكيات' الوشيحي اللاسعة لكل موضع فساد، والقارصة لِيَد كل حرامي ومرتشٍ.
وبكل تأكيد، فإن إعادة قناة اليوم للعمل بحكم محكمة هو انتصار رسمي للحريات، وإن كان لايزال هناك في الصدر غصة حزن وضيق بسبب إغلاق وتعطيل القناة شهرين، بناء على قرار وزاري متعسف أثبتت المحكمة في النهاية بطلانه، وكان واضحا للجميع أنه قرار سياسي مقصود أكثر من أنه إداري أو قانوني، كما كانوا يحاولون أن يضللوا الرأي العام، خطوة كانت متهورة تجاهلت المناخ العام في البلد وحاجته إلى تنفس مزيد من الحريات لا القمع والعودة إلى غياهب الكبت وحركات التكميم البوليسية..!
لكنني دائما أجدني أنظر إلى الناحية الإيجابية في أي أزمة، فإغلاق قناة اليوم عكَس للجميع مدى شعبية هذه القناة ومكانتها العملاقة في الساحة الإعلامية والشعبية، رغم صغر سنها بين القنوات الأخرى..!
وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الناس لم يعودوا يتقبلون ما تقوم به المؤسسات الإعلامية الأخرى، قنوات تلفزيونية كانت أو صحفا أو غيرها، من محاولات حثيثة لتزييف وتزوير وقلب حقائق واضحة كعين الشمس لا يخفيها غربال، وأن الناس صارت تعي وتميِّز بين الغث والسمين، بين الإعلام الصادق والإعلام الفاسد، بين من همُّه إصلاح الفساد ومن همُّه شرعنة الفساد وتلميعه..!
أما من اتهم القناة بأنها كانت وسيلة للتأجيج وإثارة الفتن، فما شهدناه خلال فترة توقف القناة من استمرار المعارضة في فعالياتها وتصاعد نبرة مطالباتها وتدني مستوى أداء مجلس الصوت الواحد، وفشله الذريع في إقناع الشعب باستحقاقه لتلك الكراسي، كل هذا يثبت أن قناة اليوم لم تكن وسيلة تأجيج كما ادَّعوا، بل مجرد مرآة صادقة عكست لنا الواقع لا أكثر..!
حقيقةً، أتمنى مستقبلا أن تكون هناك حماية أكبر للمؤسسات الإعلامية من تعسف الحكومة بشأن تفاصيل إدارية سطحية لا ترقى إلى مخالفة توجب إغلاق قناة أو صحيفة إلا بحكم قضائي، وليس لأجندات أخرى.
أطمح إلى أن أرى الساحة الإعلامية تسع وتستوعب كل الأصوات والتوجهات والتيارات، سواء كانت معنا أو ضدنا، ففي النهاية لا يصح إلا الصحيح، ولا يستمر إلا من يفرض احترامه ويقنع جمهوره بمصداقيته ونبل رسالته وعمق أهدافه، ومع حزمة قوانين للطباعة والنشر تطبق بمسطرة واحدة على الجميع، وتكون مهمتها تنظيم العمل لا قمع الحريات والتصيد لكل مخالف أو معارض للسلطة، سيكون هناك توازن سياسي واجتماعي يمنع ضياع حقوق أي فئة من جراء طغيان فئة أخرى عليها..!
لا أريد تخيل يوم يضطر فيه الكويتيون المغموتون إلى فتح قنوات فضائية في الخارج لإيصال صوتهم الذي مُنِع داخل بلادهم.. لتكون الكويت حينئذ هي الخاسر الأكبر..!
وأتمنى لقناة اليوم أن تكون نموذجا يحتذى في الارتقاء بالإعلام الحر الشفاف الذي يضع مصلحة الأمة فوق مصلحة الأفراد أيا كانوا، وهذا لا يتحقق إلا بحس مسؤول مرهف راقٍ تجاه كل ما تبثه القناة..
نريدها أن تركز على مواطن الفساد وطرح الحلول الإيجابية لها، والاهتمام بدعم الشباب الذين يطلبون الالتفات إليهم، لكنهم لا يجدون إلا القمع أو التجاهل، ما يدفعهم دفعًا إلى الصدام والتمرد.
وأقول لقناتي العزيزة: أنا من المعجبين والمتابعين، إلا أنني سأكون أول المنتقدين إذا لمست منها انحرافا عن الخط الذي يعبّر عن إرادة الأمة الحقيقية وكرامتها وحريتها..!
تعليقات