خليفة الخرافي محذراً 'الشمالي': الكارثة مقبلة!

زاوية الكتاب

كتب 1103 مشاهدات 0


القبس

يا وزير المالية نفذ دراسات الخبراء وإلا فالكارثة مقبلة

خليفة مساعد الخرافي

 

«من يزرع باذنجاناً ويدعُ الله أن يكون حصاده رماناً فمن المؤكد أنه لن يقطف رماناً بل سيكون انتاجه باذنجاناً، فما تزرعه تحصده، قال تعالى في سورة النجم «وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41) صدق الله العظيم».

معالي وزير المالية، نسمع عنك كلاماً طيباً بدفاعك المستميت ولمواجهتك الشجاعة مع من يحاول الاضرار بالاقتصاد الكويتي.

معالي وزير المالية، اول تصريح لك بعد تسلمك حقيبة وزارة المالية قلت كلاماً حلواً جداً وهو ان الحكومة تمتلك استراتيجية جديدة ستمكنها من التعامل مع كل القضايا والمشكلات والمشاريع برؤية واضحة على طريق الانجاز واحداث نقلة نوعية في عملية التنمية على مختلف المستويات بعيداً عن التعطيل والتأزيم والتناحروالصدام.

وأضاف وزير المالية الشمالي، اذا كان هدفنا تحريك عجلة التنمية المتعطلة فلا بد من طي صفحة الماضي التي اعادت البلاد الى الوراء، ولنركز على اعادة النظر في بعض القوانين المهمة وإصدار تشريعات إصلاحية جديدة كتعديل قوانين المستثمر الاجنبي وBOT ومعها قانون خطة التنمية التي بينت وزيرة التنمية رولا دشتي انها تعاني من 1700 معوق ومشكلة تحتاج إلى قرار وتشريع يضاف إليها قانون الخصخصة المتعثر.

معالي الوزير، وان كنت اعرف خصلة التواضع في طباعك، خلال تجربتك الطويلة منذ ان اصبحت وزيراً منذ اكتوبر 2007، وقبلها تبوأت العديد من المناصب الاقتصادية. معالي الوزير، نعلم أنك في قرارة نفسك ربما تعلم اموراً كثيرة من صرف في اموال الدولة لا داعي له على بَذَخ واسراف يكبدان الدولة هدراً كبيراً لا يقبل به من هو مسؤول عن حفظ أموال الدولة ومراقبة كل دينار يدخل البنك المركزي وكل دينار يخرج منه.

احد اسباب ضياع اموال الدولة هو بعثرتها بكل خفة واستهتار وعدم اكتراث، يرجع ذلك لعدم وجود جهة اشرافية حازمة صارمة متشددة تعاقب من انحرف في تبديد أموال الدولة وإهدارها برعونة وعدم اكتراث، فهناك من اهدر أموال الدولة على الفخفخة والمظاهر المكلفة والهدايا الغالية الثمن لتنفيع البعض، بل يتردد كلام في الإعلام أنه تم استخدام أموال وعطايا ومنح وهبات لدهان سير نواب سابقين وحاليين.

وهناك من قام بتقديم احتياجات لمعدات أو اجهزة متطورة مكلفة لم يتم استخدامها وخزنت بإهمال في مخازن الدولة وتباع بعدها بفترة كسكراب، أو من طالب بندوات لمواضيع وقضايا ليست ذات أهمية تكلف الدولة أموالاً طائلة، أذكر تكلفة اجتماع دوري لستة وكلاء وزارة حساسة من دول الخليج في الكويت كلف هذا الاجتماع أكثر من 300 ألف دينار لمدة ثلاثة أيام.

نلاحظ مراقبي ميزانية الدولة اسوداً اشاوس في مراقبة ومحاسبة كثير من قيادات وزارات، ما يطوفون لهم حتى طلبهم مبالغ لامور واحتياجات مهمة، بينما في وزارات ودواوين حساسة نجدهم هينين سهلين يطوفون كل شيء حتى وان خلطوا بين بنود الميزانية، ويحولون المبالغ المرصودة من بند لبند آخر.

ليتك يا وزير المالية تطلب تقريراً من ديوان المحاسبة عن الهدر في مصاريف الدولة في بعض الوزارات التي يطلق عليها صفة الحساسة فستجد العجب العجاب!

***

يا معالي وزير المالية، لن يحل مشاكل الكويت ويوفر مستقبلاً أفضل لأطفالنا إلا تطبيق الخصخصة، فلو قامت حكومتنا الرشيدة بعرض موقع «جامعة جابر» في منطقة الشدادية وموقع مستشفى جابر في جنوب السرة للاستثمار من قبل القطاع الخاص بدل بنائهما الذي كلف ميزانية الدولة خمسة مليارات دولار بشرط تحديد رسوم مقبولة، وتقوم الدولة بتغطية التأمين الصحي ورسوم طلبة الجامعة.

كم يا معالي وزير المالية سيتوفر في ميزانية الدولة من أموال من هذه الخطوة، حيث نحتاج إلى هذه الخمسة مليارات دولار لبناء مساكن لشباب الكويت أفضل من هدرها وتبديدها في مشاريع بإمكان القطاع الخاص أن يشيدها من أمواله الخاصة وأن يديرها بشكل أفضل، ويا ليتكم يا معالي الوزير تطبقونها في المشاريع المقبلة.

وخير مثال على تخبط الحكومة، حين كنت عضوا في المجلس البلدي عرض علينا في منتصف التسعينات مشروع جسر جابر كمبادرة من أحد المستثمرين، تشاركه شركات أجنبية كبرى، يقوم بتشييده وتحمل جميع المصاريف، وبعد فترة زمنية محددة يتم تحويله إلى الدولة مقابل بنائه لجزيرة في منتصف المسافة وأخذ رسم تعرفة لعبور السيارات الجسر كما هو حاصل في جميع دول العالم المتطور، إلا انه للأسف الشديد أجهضت المبادرة وتم رفضها، وكنت في حينها أستغرب لهذا الرفض ولم أتفهم أسبابه.

***

قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية مصطفى جاسم الشمالي منذ أيام ان الوزارة قامت أخيراً بتشكيل 6 فرق عمل لمراجعة ومطابقة مشاريع خطة التنمية السنوية الرابعة (2014/2013) مع المشاريع المدرجة بميزانيات الجهات الحكومية.

فرحنا كثيراً يا معالي الوزير بتصريحك أن عجلة الإنجاز بدأت بالدوران، يا معالي الوزير الكويت فيها خير كثير، تحتاج فقط لإدارة جيدة ورقابة صارمة، نحن معك في كل ما فيه خير للكويت، الله يعينك على حمل الامانة، اما الاستجوابات ضدك فهي حق دستوري للنواب، نتمنى من نوابنا الجدد الصدق ومخافة الله في استخدام الاستجواب.

***

● لماذا في هذه الديرة معاداة كل جهد يقوم به الخبراء؟ فبعد إعدادهم دراسات متميزة بتوصيات سديدة يتم اهمال هذه الدراسات والتوصيات. حرام ما يحصل بحق الكويت، انها جريمة تقضي على مستقبل أطفالنا. هل يرغبون في خلق كارثة تدمرالكويت؟ هل هذا ما يتمنونه لوطنهم بأهمالهم توصيات دراسات اعدها الخبراء؟

«أصبح يتندرعلينا قيادات دول الخليج بأن الكويت شاطرة بوضع الدراسات ومهملة بتنفيذها ونحن في دول الخليج نأخذ دراسات الكويت الجميلة لننفذها».

***

ندعو الله مخلصين له الدعاء ان يسدد خطى سمو ولي العهد ويعينه على مسؤولية ولاية العهد ليعين سمو الامير حفظهما الله ورعاهما على حمل الامانة.

الكويت تزهو بالأعلام، وتزدان بالأضواء الجميلة بمناسبتي العيد الوطني وعيد التحرير، وتنصيب سمو الأمير وسمو ولي العهد.. اللهم أدم على كويتنا الأفراح، وأبعد عنها ما يكدر الأنفس.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك