التجديد والنزوح محى ذكرعائلات الكويت الشعبية.. بنظر الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1204 مشاهدات 0


القبس

وين المقوع..!

عبد اللطيف الدعيج

 

التسميات «الصباحية» التي اصبحت تطلق على كل شيء، على قولتهم من الابرة الى الصاروخ، او من الجادة الى المدينة، تثير بالفعل التساؤل والاستغراب. فشخصية مثل الشيخ مبارك المؤسس الأول للوطن او الشيخ عبدالله السالم والشيخ جابر الاحمد، رحمهم الله، تجبرك على الانحناء لانجازاتهما واسهاماتهما بتأكيد استقرار الكويت وحفظها كدولة ومجتمع. لكن بقية التسميات ولن احدد هنا، فالقصد ليس التشهير او التصغير، بقدر ما هو التأكيد على ان بعض التسميات مع الاسف لا تنسجم والتاريخ او الماضي غير المعروف وحتى غير المشرف للبعض. فبعضهم لا يحمل شيئا غير اسمه، والبعض الاخر عليه الكثير وليس له شيء على الاطلاق. شخصيات مثل هذه من العائلة الحاكمة اصبحت مدنا ومناطق، وبعضها اصبح كل شيء، وفي كل مكان لمجرد انه شيخ.!

في تاريخ الكويت، الشيوخ كلهم، كان كل الذي عندهم، فريج «الشيوخ». حالهم حال العوازم والمطران وعنزة وبقية العائلات والطوائف الكويتية التي اطلقت اسماؤها على الاماكن والاحياء الكويتية. الآن اختفت اسماء كل الاحياء و«النقع» والاسواق بفعل الهجرة او بالاحرى النزوح عن المدينة والتثمين. لكن... بدلا من نقل هذه الاماكن التاريخية او اسمائها الى ما خلفها او امتد لها من مبان ومواقع، بدلا من ذلك اتخذت الاماكن الجديدة اسماء شيوخ لم يكن لهم في الغالب اسهام او انجاز يذكر في تاريخ الكويت.

بل ان بعض المناطق المشهورة في الكويت مثل «الوطية» و«الصالحية» و«صيهد العوازم» و«بهيتة» حالها حال الاحياء الشهيرة اختفت واندثرت بينما طلت علينا مدن ومناطق تحمل اسماء لشخصيات من العائلة الحاكمة لم يسمع بهم معظم الكويتيين.

مثلما ذكرنا، لن نتطرق الى اسماء الشيوخ الذين خلدوا لا لشيء الا لانهم شيوخ. بل لن نتطرق او نتأسف حتى على اسماء الشخصيات او العائلات الكويتية الشعبية التي انمحى ذكرها بفعل التجديد او النزوح، لكن ستبقى اماكن ومناطق تحمل ذكرى عطرة، وقد تطرح تساؤلات مستحقة عن كنهها وماهيتها وموقعها من الاعراب ان غنى احدهم «مروا بي على القيصرية»، او انشد الاخر «اشجي الرفاق تاوهي وتوجعي... وتمنعي عن شربها في المقوع».

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك