مجتمعنا اليوم خاملاً وليس عاملاً.. محمد المُلا مستنكراً

زاوية الكتاب

كتب 980 مشاهدات 0


الشاهد

عاش اللبن الخاثر

محمد أحمد المُلا

 

اليوم الكل يتصارع، يبحث عن مصلحته، فالوزير يخدم تياره السياسي وينفع جماعته دون النظر الى مصلحه هذا الوطن، والمسؤول يفكر في منصب اعلى والتكسب من منصبة، يعني الكل يبحث عن المنفعة لكن هل قدمنا شيئاً لهذا الوطن، هل ساعدنا شبابنا الكويتي على فتح المجالات ليعمل في القطاع الخاص هل حثينا الشباب الذي يدرس على العمل حتى يتعلم معنى الدينار الذي يكسبه؟ وللاسف نصرف لهم بدلات مالية دون ان نعلمهم كيف يكسبون الدينار من عرق جبينهم، وكان في الماضي يسمح للطلبة ان يعملوا في الجهات الحكومية والشركات الخاصة بالعمل بعد الظهر وصدرت القوانين التي تمنعهم من العمل نتيجة هذا الموقف، عاش الشباب في فراغ قاتل يتلقفه اصنام السياسة حتى يعلموهم الكذب ويكونوا لعبة بايديهم وبنفس الوقت الاندية الرياضية كلها محتكرة ولا يستطيع احد ان يدخلها من الشباب لانها محتكرة لفئة معينة وتحولت الى قلاع لاصحاب المصالح لذلك فشبابنا اليوم محبط.
الكل يريد ان يأخذ من الدولة لكن لم نفكر ماذا نعطي للدولة، لقد افتقدت الكويت في السنوات الاخيرة العمل الاجتماعي التوعوي ودور المجتمع في البناء وفي النصح، نتيجة ان الكل يريد ان ياخذ دون ان يعطي على سبيل المثال الجمعيات الدينية تحولت الى جمعيات سياسية تتبع اهدافاً سياسية فقط حتى يتنفع منها ممثلو الامة.
مجتمعنا اليوم ليس مجتمعاً عاملاً بل مجتمع خامل، نطالب بالبدلات المالية لاننا نعتقد انها حق اصيل لنا رغم اننا لا نستحقها لأننا لا نعمل ولكن هذا الشعور تولد نتيجة عدم وجود العدالة الاجتماعية في هذا الوطن فالشِّلل تكسِّب المال وتعين اتباعها بالمناصب الحساسة على حساب المستحقين لها، واصحاب المال السياسي يرتبون المناقصات لهم منذ البداية، واملاك الدولة واراضيها كلها محتكرة لسلطة المال السياسي، والقرارات التي تصدر من المسؤولين والوزراء لخدمة تجار السياسة لأن الوزير يظن انه عبد لتياره وان وصوله لهذا المنصب هو خدمة يقدمها لمن اوصلوه.
ما اود ان اقوله: الكثيرون في هذا البلد لا يعملون لمصلحة الكويت ولا لمصلحة هذا الشعب وانما لمصلحة اهل المصالح فلا نستغرب اننا نعيش في فوضى منظمة، فوضى مرسومة، رسم من اجل ان نعيش في هذا البلد تحت مبدأ البقرة الحلوب.
وما يحزن عندما تقال كلمة الحق الكل يزعل منك والمواطن الغلبان الذي يعيش على معاشه الشهري مغلوب على امره وامنيته تدريساً جيداً، علاجاً جيداً، مسكناً جيداً، اما اصحاب المال السياسي وجماعتهم يريدون بقرة حلوباً ومناقصات حلوبة ولبناً خاثراً وكرسياً مذهباً وعبيداً يركعون لهم من البطانة الفاسدة ودمبكجية وديواناً فاخراً ومش مهم اذا كانت الفلوس من حلال ولا من حرام المهم اللبن الخاثر.
بالنهاية الشعب الخامل نتاجه لبن خاثر يصيبنا بالامراض، ونحن مجتمع اصابته الامراض، اقرأوا التاريخ وشوفوا الكويتيين البسطاء قبل النفط كيف انشأوا دولة من لا شيء ونحن اليوم نعيش في دولة اللبن الخاثر ونواب »القلص« ووزراء وشعب ما نبالي ما نبالي.
وتحية للشعب الكويتي وتحية الى الحكومة وتحية الى الوزراء وتحية الى المسؤولين وتحية الى المستشارين وتحية الى النواب وتحية الى الراقصين وتحية الى الراقصات وألف تحية الى إخواننا البنغالية وعاش اللبن الخاثر.
وادعوا الله أن يحفظ الكويت من اصحاب اللبن الخاثر.
والله يصلح الحال إذا كان في الاصل فيه حال.
والحافظ الله يا كويت.

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك