إلى أين ستسير الكويت مستقبلاً؟!.. الشيباني متسائلاً
زاوية الكتابكتب فبراير 11, 2013, 12:41 ص 646 مشاهدات 0
القبس
الهدوء.. الهدوء!!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
أخشى ما أخشاه، الأيام المقبلة التي بدأت خيوط احداثها تبرز من خلال التصريحات من هنا وهناك لأطراف النزاع في البلد، فالغيوم السوداء الملبدة بالظلام هي هي التي نقرأ عنها حين انتشار الفتنة في البلدان وتحريش الشيطان مختلف الاطراف لإشعالها.
إلى أين ستسير الكويت مستقبلا في ظل الاحتقان الدائر الذي وصل إلى نقطة الصفر مع بداية المحاكمات لبعض نواب مجلس فبراير 2012 الأسبق؟ البعض من المواطنين أسرّ لي بأن هناك نسبة من المواطنين ليست هينة، لا ترى نفعها لا مع هذا ولا مع ذاك، همها الاول كيف تنشئ اولادها وتعتني بهم في بلد، يفترض انه آمن بلد في المنطقة العربية، ولا يريد ان تكون الكويت مثل غيرها من دول «الربيع العربي»، التي ما زالت في مشاكل ومصائب وقتل واعتقال وسجون، وتحول «ربيعها» ذاك الى خريف تساقطت فيه كل الاوراق.
الحكمة ضالة المؤمن، والعاقل ذو بعد النظر البعيد في تقليب الامور الى الافضل والاحسن، هو السبب في رد الفتنة حين اشتعالها، بل قبل اشتعالها يعمل على إعمار البيت لا دماره وتشتت أهله واجياله، فالتنازل والتجاوز والتسامح من سيما الانبياء والرسل والصالحين. وهذا سيد الانبياء والرسل محمد - صلى الله عليه وسلم - قال فيه الرب عز وجل: «ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».
فالعذر لا يأتي الا من الكرام اصحاب القلوب الكبيرة الرفيعة العالية الذين يتجاوزون لمصلحة الآخرين، وهم الشعب، ولا افضل من ان يتنازل المرء ليس عن مبدئه ودينه، وانما عن وغر الصدر وغلظته وغضبه، وذلك لدرء الفتنة، عندما يكون هو السبب في اشعالها او كبح جماحها، فكونوا - رعاكم الله - اهل درء الفتنة وروّاداً في التناصح وفتح مجالات الحوار ولمّ الشمل، وتفويت الفرصة على المنافقين والضالين الفرحين باستمرار اشتعال الفتنة وادامتها، أو أولئك الفرحين بمناصبهم الجديدة التي يعتقدون انها دائمة، ومن خلالها يبثون سمومهم وفسادهم فيزيدون النار حطبا.
لا نريد الكويت في ايامها المقبلة ان تكون مثل «الربيع العربي» نصف الناجح، وتنتشر الفتنة بين افراد الشعب، سواء من المواطنين او العسكر ابنائهم واخوانهم واقربائهم، فتلك كارثة كبرى تتقطع بها اوصال المجتمع كله!
اعقدوا العزم يا أولي النهي والدين والوطنية على التصالح، وليدفع كل من الطرفين الى ذلك، وليعف بعضنا عما بدر من اخطاء، وليتجاوز عن جميع الاحكام التي صدرت بحق اي من الطرفين، ولترجع الكويت كما كانت تسع الجميع، وستجدون ان ما في الصدور سيزول، وكأنه لم يكن، وهناك ستجدون رب العزة معكم ينصركم ويطمئن قلوبكم وأنفسكم. والله المستعان.
***
• القدر.
«إذا جا القدر ضاعت الحيلة»!
تعليقات