عن الامتداد الديني 'الشيعي – السني'.. يكتب عبد الهادي الصالح
زاوية الكتابكتب فبراير 11, 2013, 12:27 ص 1054 مشاهدات 0
الأنباء
م 36 / الامتداد الديني 'الشيعي – السني'
عبد الهادي الصالح
تصريحات علماء الازهر الاسبوع الماضي (مع مناسبة زيارة الرئيس الايراني) جددت قضية الامتدادات الفكرية بين الشعوب والتي عُبر عنها هنا بالامتداد الشيعي، رغم ان الحوار والتبادل الثقافي والفطري لا يمكن وقفه عند حد، وما بالك اليوم في ظل الامكانيات الالكترونية والاعلامية، ولولا هذا التواصل البشري لما أمكن تطور الشعوب التي وصلت اليوم الى اعلانات الحقوق الاممية، بل ان دساتير دول العالم (ومنها دستور الكويت) عبارة عن مصادر ثقافات وتجارب الأمم الاخرى وابرزها مبادئ الثورة الفرنسية، ومن الطبيعي كذلك ان كل من يتبنى فكرا يريد ان يوصله ولذلك كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله من أسمى الفروض الاسلامية.
وفي التاريخ شهدت الدول تحولات لاسيما في العالم الاسلامي، من الدولة الفاطمية في مصر الى الدولة الأيوبية التي غرقت في دماء الدولة السابقة، وفي ايران من الدولة الفارسية الى الدولة الصفوية، وهكذا كم من الجماعات او الافراد تحولوا من المذهب الشيعي الى السني أو العكس، وهكذا حتى يومنا الحاضر.
وكم من الدول الدينية في التاريخ كانت تصدر ثقافاتها الى العالم بالقهر والغصب، لكن اليوم ووسط الدعوات لحوار الحضارات لا يمكن لأحد ان يمنع الناس من ان تقرأ او تسمع أو تشاهد ومن الاستغفال تصور ان وجود الرئيس الايراني هو التمهيد للدور الشيعي المرتقب في مصر! وأتصور ان هناك قوتين كانتا ولا تزالان تبثان الخوف من الامتداد الشيعي و حتى السني وهما:
٭ القوى التي ترى في الوحدة الاسلامية بين جميع مكوناتها المذهبية قوة عظمى تهدد مصالحها في المنطقة وهي مصالح تجارية وسياسية.
٭ القوى الإلغائية ذات الأفق الضيق التي تتبنى العصبية المذهبية، والتي تخشى الاندثار وذوبان متبنياتها وسط افكار الغير الأكثر قناعة وبرهانا.
فلنترك الامور على سجيتها، وما هذه التحذيرات الا دعوة للاطلاع على الفكر الآخر كالكتاب الممنوع حيث يتحول الى كتاب مرغوب!
تعليقات