حرية التعبير فى العالم العربي غير مؤمنة.. بنظر عبد الرازق الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 537 مشاهدات 0


الكويتية

الله بالخير  /  أرقام تحكي عن نفسها

عبد الرازق الشايجي

 

• كلما أحاول أن أكتب بعيداً عن السياسة أجدني مقتربا منها أكثر من أي وقت مضى. ولعل ذلك يعود إلى أن السياسة عند الإنسان العربي تدخل في أدق تفاصيله، فغالبية الأنظمة العربية الشمولية أو شبه الشمولية لا تتيح للمجتمعات أن تتخذ قراراتها بما يخصها بنفسها، بل النظام هو من يقوم بكل شيء، ويترك الفرد مهمشاً إلى أبعد مدى.
• وعند البحث في الأسباب التي تجعل من الإنسان العربي مولعا بالسياسة، أفترض برأيي الشخصي أن التهميش الذي يتعرض له يزيد من ولعه في معرفة الأسباب وراء ذلك التهميش بطريقة أو بأخرى، وذلك في سبيل البحث عما هو أفضل في عصر الإنترنت وتداول المعلومات وانكشاف عورات الأنظمة على مستوى العالم.
• ويتحول الولع السياسي في العالم العربي إلى ظاهرة تشوبها السخرية والطرافة، نظرا لأن حرية التعبير غير مؤمنة، ما يعرض أصحاب الرأي إلى قمع فكري وسياسي واجتماعي، بل وأمني. وهنا تبرز السخرية الرمزية كوسيلة للتعبير عن القمع الفكري للإنسان العربي.
• ومن أهم الأساليب التي تتبعها الأنظمة في تعزيز القمع الفكري اتباع سياسة التجهيل التي تستند إلى التدمير الممنهج في نظام التعليم. وهنا علني أشدد على أن نظام التعليم لا يشتمل على المنهاج وحسب، بل على العملية التعليمية برمتها. وكي أدلل على رأيي بالأرقام، لابد لي من أستشهد بإحصائيات البنك الدولي حول عدد الأبحاث العلمية المحكمة التي تنتجها الدول العربية مقارنة بإسرائيل وإيران ككيانات مجاورة لنا، وذلك أن الإنتاج البحثي يعد من أهم مخرجات النظام التعليمي ككل. 
• ففي العام 2009، بلغ الإنتاج العلمي 
لـ «إسرائيل» من الأبحاث في مجالات العلوم البحتة والهندسة والفضاء والجيولوجيا والبيولوجيا.. إلخ 6304 مقالات علمية. أما في إيران، فقد بلغ إنتاجها 6313 مقالة علمية. وفي المقابل، بلغ إنتاج دول الخليج العربية مجتمعة 1403 مقالات علمية في نفس المواضيع المذكورة سالفاً. وفي الأردن التي تصنف على أنها واحدة من أفضل الدول العربية من حيث نظام التعليم، بلغ هذا الإنتاج 383 مقالة علمية فقط. 
• لن أعلق كثراً على الأرقام، فهي تحكي عن نفسها.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك