سمران المطيري يكتب عن الجامية بعين الوشيحي
زاوية الكتابكتب يناير 30, 2013, 1:27 م 11303 مشاهدات 0
كتب سماحة الشيخ محمد الوشيحي مقالا أصدق ما جاء فيه قوله في ذات المقالة ( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) فأراها وصفت كل مقاله ، وبناء على ذلك أقول أن الشيخ محمد الوشيحي هو آخر من يتكلم عن الجامية - كما ينعتهم - وقد قال فيه الأُستاذ الفاضل سعد العجمي (سمران يبدو «سلفيا» متدينا بدرجة كبيرة، أما الوشيحي فإن أسبوعاً قضيته معه في لبنان الشهر الماضي جعلني أجزم «وأحلف بالطلاق» أنه عكس المطيري بالجملة والتفصيل) وهذا بتاريخ ٨-٩-٢٠٠٩ الجريدة .
وسؤالي للجميع : هل رجل يقال فيه مثل هذا الكلام من صديقه يصلح أن يكتب في التنظير الشرعي؟ إنما حاله في ذلك كحال شعبان عبدالرحيم في شرح العقيدة الطحاوية .
إن تعديد ما أزعم أنه كارثة يخطها الشيخ محمد الوشيحي سيأخذ مساحة هي أعظم من تلك التي سيفتحها في جريدة سبر لعرض الردود عليه ، ويقيني الخالص أن ردي عليه مصيره الإتلاف ، وأختم ترجمتي عن الشيخ محمد الوشيحي بهذه الكارثة المنفرة جدا من فكره عندما قال مستهزئا بحديث ابن عباس رضي الله عنهما لما قال ( يقال لصاحب الربا يوم القيامة خذ رمحا وقاتل الله ) وقد صححه العلامة أحمد شاكر ، فقال الشيخ الوشيحي معلقا ما نصه (لماذا لم يعطِ الله المرابين رشاش كلاشنكوف ) هل تأملتم ؟ ولذلك أكرر : هل مثل هذا أهل أن يتكلم عن الجامية والتنظير الشرعي ؟
في مقالة الوشيحي من الغرابة والعجائب التي تسابق حروفها ما يشقيك بأي واحدة تبدأ ! فهو يتكلم عن الجامية ولم يذكر شيئا عن الشيخ المنسوبة له هذه الفرقة كما يزعم إلا اسمه ثم قال عنه (المرحوم) قاطعا بذلك أن الله أدخله في رحمته ، وأقسم بالله الذي رزق الوشيحي وسواه وأبدع في تصويره لو أن الشيخ الجامي حي يُرزق لما رضيَ بهذا الوصف ، لأنه رحمه الله صاحب دليل ، ولا ندري هل رحمه الله أم لا ؟ لكن ما علينا .
الشيخ محمد أمان الجامي أصله من الحبشة وقد لازم الشيخ ابن باز ودرس عليه وكذلك الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، وزامل في دراسته الشيخ عبدالمحسن العباد إمام ومحدث المدينة ، وهو من أجل علماء العصر ، وكان شوكة في حلوق الثوريين أرباب الإنقلابات والتحريش بين الحاكم والمحكوم ، ولم يأتِ بغير ما يعتقده السلف في أصل من أصول أهل السنة والجماعة وهو طاعة ولي الأمر في غير معصية الله تعالى ، وكل من كان يريد شتم الشيخين ابن باز وابن عثيمين من الثوريين والمتحمسين كان يشتم الشيخ الجامي نيابةً عنهما ، وذلك لأن قوله هو قولهم في ذات المسائل التي تمس طاعة ولي الأمر ، فلم يقدروا على شتم الشيخين صراحةً ، فاختزلوا عداءهم للسلف في شخص محمد أمان الجامي .
ولقد ذب عن الشيخ الجامي بعد وقبل مماته علماء كبار ، وعلى رأسهم الإمام ابن باز رحمهما الله حينما قال عنه ( هو من خواص إخوتنا ومن علماء السنة ) ولكن من المؤسف أن يأتيَ زمان ينتقص فيه الأقزام قدر الكبار ، وتتطاول فيه الخراف بقرونها على الجبال ، فهذا هو زمان اللكع والطبل الذي له درداب يسمعه الناس وفي داخله فراغ لا يستحق الإستماع.
نعود لمقالة الشيخ الوشيحي وعجائبه الفذة ، فتجد الرجل يفترض فيها حسب عقله -ومش أي عقل- افتراضات ثم يبني على افتراضاته ما يشاء حسب الأدلجة ، فيخلط بين بهارات ليبرالية وملح ثوري ، فتراه يذكرنا تارةً بفتوى تحريم الستلايت مداعبا ليبراليته ، ثم يتمايل حتى يوافق اليمين المتشدد الذي ارتخى فيقول - يا مشايخ السلطة - ! وجعلني في حيرة من مذهبه وفكره في هذه المقالة فقط !
ثم نزع العقال وضبط المرزام وأخرج المسواك وفتح الطبري فاستدل على المظاهرات بحادثة حلف الفضول وقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف ( لو دعيت لمثله لأجبت ) ولقد أتعب من بعده سماحتنا بهذا الدليل !
وأقول أولا حلف الفضول كان في زمان ليس فيه إمام ، ثانيا أن هذا الحلف بين فرقاء لا يجمعهم أمير ، فاحتاجوا لمثل هذا لنصرة المظلوم ، ثالثا أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال (لو دعيت لمثله لأجبت) كيف لا يجيب مثل هذا النبي صلى الله عليه وسلم وغرض الحلف نصرة المظلوم ؟ وهو الإمام العادل فداه أبي وأمي ونفسي !؟
خامسا سماحة الشيخ الوشيحي : أليس الإسلام يدعو للحق والعدل والحكمة ونصرة المظلوم ؟ فلماذا لا تدعو إلى تطبيقه وتترك غيره؟ أسأل الله أن يفتح قلبك لذلك .
سادسا : كيف نترك غزير الأدلة الواضحة الصحيحة الصريحة خلاف ما تفضلت به ونتمسك برواية حلف الفضول ؟ وأكتفي من تلك الغزارة بقول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار ( ستجدون أثرة بعدي فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) لم يقل اعقدوا حلفا أو تظاهروا أو اعتصموا .
لذلك أقول إن النبي صلى الله عليه وسلم وضع الضوابط التي يضبط بها علاقة الحاكم بالمحكوم والعكس ، وحقوق كل واحد منهما على الآخر ، ويجب أن تكون كل مشاعرنا خاضعةً لنصوص الشريعة وليس لعقول البشر وانفعالاتهم وأهوائهم ، وماجاء الشرع به واجب أن نأخذه كله وإن راوغت مشاعرك عقلك فزينت له الباطل ليراه حقا ، ولذلك قال ربي ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة ) ليس لك ولعقلك الإختيار أمام نص قطعي واضح البيان والدلالة .
واتباع أهل العلم ليس لقداستهم أو لأن التابع مقلد أعمى ، بل لأنهم أئمة شابت لحاهم في حلق الذكر وتعليم الناس وبين الكتب والقراطيس ، ولقد قال الشيخ ابن باز كما يُروى ( والله لو قام محمد بن عبدالوهاب من قبره وقال لا تتبعوني لاتبعناه ، وذلك لأننا لا نتبعه لشخصه ، بل للحق الذي جاء به ) وهذا ما يصعب على الوشيحي فهمه ، لأنه كما يقول أنه وُلد و في فمه ملعقة من لا .
ونرى في مقالة الوشيحي توسيعا للفجوة بين الناس والعلماء الكبار والتبغيض فيهم بوصفهم على غير ما يستحقون ، كمخبرين ومفتين السلطة وغير ذلك ، وهذا ما سعى له الليبراليون من خلال نهج التهجم على الشعائر بالتصريح والتعريض ، ثم اليوم هاجموا الدين باسم الدين نفسه وباسم العدالة وأسماءٍ هم سموها وابتدعوها ، وليس أصدق في وصفهم من قول شيخ الإسلام ابن تيمية حين قال ( وقد اتفق أهل العلم بالأحوال أن أعظم السيوف التى سُلت على أهل القبلة ممن ينتسب إليها ) وسمران يحييكم.
تعليقات