شباب الحراك هم الشباب الوحيد الفعال هذه الايام.. هذا ما يراه الدعيج
زاوية الكتابكتب يناير 24, 2013, 12:45 ص 804 مشاهدات 0
القبس
شباب أم شياب؟
عبد اللطيف الدعيج
المقابلة او الحوار الذي اجراه الزميل فهد القبندي مع من اطلق عليهم «المجاميع الشبابية الفاعلة»، الذين هم في الحقيقة جماعة الحراك او المقاطعة الحالية. كان الافضل ان يقدموا كما هم، اي شباب الحراك او جماعة المقاطعة وليس تمثيلا للشباب الفاعل في عموم البلد. عموما ليست هذه مشكلة، فشباب الحراك هم بالفعل الشباب الوحيد الفعال هذه الايام وربما من حقهم ان يمثلوا او ان ينطقوا باسم الشباب جميعا. لكن المشكلة ان الشباب، سواء في الكويت او في بقية دول العالم من المفروض ان يكون «ثائرا» اجتماعيا، ومتمردا على القيود التي تفرضها مؤسسات المجتمع، سواء كانت المدرسة - العائلة - المسجد، الكنيسة او المؤسسات الرسمية.
ثورات الشباب، وليس الشياب، كحال شبابنا، او شباب الحراك بالذات التابعين شاؤوا ام ابوا لعجائز مجلس الامة بثقافتهم وعقائدهم الدينية والقبلية، ثورات الشباب في مناطق العالم، كانت ولا تزال ثورات اجتماعية، تستهدف تحرير الشباب انفسهم بالدرجة الاولى من قيد السلطات التقليدية. هكذا كان الحال مع ثورة القرن الشبابية الاولى، الثورة الجنسية في بداية الستينات، وهكذا كان الحال مع الثورة «الهبية» بعدها ثم شرارات التحرر الاجتماعي في الولايات المتحدة ومناهضة التمييز العنصري وحرب فيتنام، ثم مرة ثانية ثورة المثقفين والشباب في اوروبا في نهاية الستينات. كل هذه الثورات او التمرد. كان تمردا اجتماعيا من قبل الشباب الذين ضاقوا بوصاية السلطات عليهم، السلطة الرسمية في الدولة ام سلطة العائلة ام سلطة بقية المؤسسات الاجتماعية والدينية.
شبابنا «حد جوشهم» اسقاط مرسوم الصوت الواحد، اما غير ذلك فالحال والعيش رغد. لا احد يضايق الشباب اجتماعيا او يفرض عليهم سلطته وسطوته، يمنعهم من دخول المجمعات او حضور الحفلات او السباحة على الشواطئ. لا احد يحجر على حريتهم في القراءة ولا في الكتابة، ولا احد يملي عليهم بالقوة مناهج الامس وتراث القرون التي مضت. بل لا احد يملي عليهم ما يلبسون وكيف يدرسون في جامعة الكويت! شبابنا في توافق تام والسلطة الاجتماعية، والدينية منها بالذات لدرجة انهم دفعوا بخمسة وثلاثين منهم الى البرلمان في الانتخابات قبل الاخيرة.
فقط «السلطة»، وفقط المؤسسة الرسمية، وفقط مرسوم الصوت الواحد، مضايق شباب الكويت.
تعليقات