سعي للحصول على البيانات الاجتماعية عبر الإنترنت بقلم أبريل ديمبوسكي
الاقتصاد الآنيناير 20, 2013, 6:28 م 549 مشاهدات 0
تمت إضافة الفعل ''جوجل'' إلى قاموس أوكسفورد الإنجليزي في عام 2006، بعد أن أصبح له جذور في اللهجة الشعبية كاختزال لمصطلح ''البحث على شبكة الإنترنت''. وقد وصل بالفعل إلى كتلة حرجة قبل ذلك، عندما وجد طريقه في حلقة ''بوفي مصاصة الدماء القاتلة'' في عام 2002. عندما اقترحت صديقة بوفي أن تتحقق من طالبة، وسألت: ''هل قمت بالبحث عنها على شبكة الإنترنت (جوجيلد)؟''.
ظلت طقوس البحث على شبكة الإنترنت متماثلة إلى حد كبير على مدى العقد الماضي. ولكن هذا الأسبوع، قام توم ستوكي، رئيس إدارة منتجات ''فيسبوك''، بتحديد رؤية للبحث على الإنترنت بعيدة عن التقليد وتبدأ من على ''فيسبوك''.
ويقول في الوقت الذي يبدأ فيه النقر من خلال ملفه الشخصي على ''فيسبوك''، ''انتقلت ابنة عم زوجتي إلى هنا أخيراً من الهند. وهي عزباء''. ''فأنا أحب التدخل في حياة عائلتي''. حدد ستوكي معايير البحث من خلال حسابه على الشبكة الاجتماعية. فهو يبحث عن أصدقاء أصدقائه غير المتزوجين، الذين يعيشون في سان فرانسيسكو ومن أصل هندي. وبعدد قليل من النقرات يحصل ستوكي على قائمة من الاحتمالات الرومانسية لابنة عم زوجته، المستقاة من شبكته الشخصية. كان السيناريو واحدا في العديد مما كشفت عنه الشبكة الاجتماعية لرؤيتها المستقبلية عن البحث الاجتماعي يوم الثلاثاء، مضيفة خططها الوليدة إلى أحد المصارف النامية للتطورات التكنولوجية التي تهدف إلى توسيع مفهوم البحث إلى ما هو أبعد من ''جوجلينج'' فقط.
بينما يفتقر اسم ''فيسبوك'' للميزة الجديدة إلى موسيقى ''جوجلينج'' - أطلقت الشركة عليه ''بحث الرسم البياني'' – ومن المحتمل أن يصادف مرحلة جديدة في كيفية العثور على معلومات في الكون الرقمي المتوسع. وبتصميم اثنين من مهندسي ''فيسبوك'' من ''جوجل''، فإنها تصعد أيضاً التنافس المحموم بين الشركات.
كما يقول جون باتيل، وهو رجل أعمال في مجال وسائل الإعلام من خلال شبكة الإنترنت ومؤلف كتاب ''البحث''، وهو كتاب مؤثر عن جوجل ''قيّدت شبكة الإنترنت تفكيرنا بخصوص البحث خلال عقدين من الزمن''. مربع البحث الأبيض المألوف والملخصات القصيرة من صفحات ''الإنترنت'' التي قد تحتوي على المعلومات ذات الصلة - ولكن في كثير من الأحيان، ما يبعث على الإحباط، لا - تفسح المجال لمقاربات جديدة.
وقال باتيل ''البحث محتمل تقريباً عن أي حالة تريد فيها طرح سؤال''. على نحو متزايد، لا تأتي الأجوبة على تلك الأسئلة فقط من شبكة الإنترنت، ولكن من قواعد البيانات العملاقة الخاصة مثل تلك التي يديرها ''فيسبوك''. تصبح طبيعة الأسئلة التي يمكن سؤالها أكثر تعقيداً كلما تم اختراع طرق نافعة لتجميع مجموع المعرفة الإنسانية - سواء بسبب الصلات الاجتماعية التي يتتبعها ''فيسبوك'' أو من خلال تدخل خوارزميات أكثر ذكاء. ويجري تحويل أدوات الاستعلام عن هذا التيار من المعلومات، وذلك بفضل التكنولوجيات الجديدة من الهاتف الذكي. ''أبل'' هي الرائدة في أبحاث تنشيط الصوت مع تطور تكنولوجيا سيري القائمة على آيفون، مع ''جوجل'' التي تكافح مرة أخرى على هواتف أندرويد. يمثل البحث القائم على الصورة جبهة أخرى؛ وقد طورت ''ايباي'' تطبيق الهاتف الذكي الذي يسمح للأشخاص بالتقاط صورة للسيارة التي يحبونها باستخدام هواتفهم، ثم البحث في مخزون ''ايباي'' عن عشرات الآلاف من الصور للسيارات المعروضة للبيع من أجل المطابقة بينهم. تم تحديد هذا السباق لإضافة مصادر جديدة ومفيدة من المعلومات إلى كون المعرفة التي يمكن البحث عنها، والسيطرة على وسائل الاستعلام عن ذلك، لصنع الأيام الأولى من منافسة البحث على مواقع الإنترنت التي أدّت إلى إحراج ''جوجل''.
للخطوة الأولى، وضع ''فيسبوك'' أهدافا محدودة. وكان الهدف الرئيسي من ميزة البحث الاجتماعي للشركة تحسين الخدمة الخاصة بها. في حين لا يخجل ''فيسبوك'' في إعلاناته عن الرغبة في تغيير العالم، فإن الأهداف الأولية للبحث الاجتماعي كانت أكثر أساسية: منع الأشخاص من التنقل خارج جدران ''فيسبوك'' وذلك من خلال خلق أشياء جذابة مسلية يقومون بها بالداخل. بالنسبة للمستخدمين، هذا يعني أن البحث عن أي الأصدقاء يعيشون في بوسطن قبل اتخاذ رحلة إلى هناك أو توجيه استفسارات حول أي الأصدقاء يحبون ''ماد مين'' أو الرجال المجانين، ثم دعوتهم بعد ذلك لمشاهدة الحلقة الأولى من الموسم الجديد معاً. ويقول غاري ماركوس، أستاذ علم النفس في جامعة نيويورك الذي يكتب عن البحث والذكاء الاصطناعي: ''الفوائد الفورية صغيرة، ولكنها رائعة''. ويضيف ''وربما متأخرة''.
حسب بعض التقارير، بحث ''فيسبوك'' ليس بدعة إضافية بل ضرورة. وعدم وجود ميزة البحث الأساسية أصبح غيابا صارخا في عالم نما فيه الأشخاص بشكل أفضل في إيجاد المعلومات ولكن بشكل أسوأ في تذكرها. كما يقول ريبيكا ليب، المحلل في مجموعة آلتيميتر: ''اعتاد المستهلكون على البحث. إنها الطريقة التي يتصفحون بها شبكة الإنترنت والتلفزيون''.
كما قال إن: ''حقيقة أنه لا يمكنك البحث عن الأشياء في فيسبوك، بخلاف أسماء الأشخاص، غير مناسبة تماماً''. يريد ''فيسبوك'' تعويض أوجه القصور في البحث من خلال جعله ليس مجرد متعة ولكن مفيدا أيضاً. ويقترح استخدام قاعدة البيانات الواسعة الخاصة به من الروابط الاجتماعية والتفصيلات لتقديم توصيات أكثر تخصيصاً لاختيار المطاعم أو الأفلام. الآن يمكن للأشخاص البحث عن الأفلام التي يتمتع بها الأصدقاء الذين ذهبوا إلى المدرسة الفنية أو مقاهي برشلونة التي يحبها الأشخاص الذين يعيشون في تلك المدينة.
نتائج البحث تلك فريدة من نوعها لفيسبوك. ولكن تعتمد مصداقيتها اعتماداً كلياً على استعداد الأشخاص لمشاركة تفضيلاتهم.
في العديد من الفئات – على سبيل المثال، العلامات التجارية أو استعراضات المفروشات - ستكون بيانات ''فيسبوك'' أقل شأناً مما تم إعدامه في أماكن أخرى.
يقول ماركوس: ''يحب الأشخاص البيانات القصصية من أصدقائهم، ولكنها قد لا تكون غنية بالمعلومات بقدر البيانات من ألف استعراض على موقع أمازون''. وعلى الرغم من البدايات المتواضعة بشكل مثابر، مع ذلك، يجري وضع بحث ''فيسبوك'' على أنه السلاح الاستراتيجي المقبل للشبكة الاجتماعية في حرب المستقبل الرقمي. توقع مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لموقع فيسبوك، أن ذلك سيصبح الأخير من الثلاثة ''أركان'' في شركته، جنباً إلى جنب مع التزويد بالمعلومات والجدول الزمني وهي الطرق الرئيسية التي يستخدم من خلالها أعضاء ''فيسبوك''، وعددهم مليار حالياً، الموقع. الصور التي يتم نشرها هناك، وتريليون من الاتصالات التي تربط الأشخاص ببعضها البعض، والأعمال والمصالح، تشكل العمود الفقري لقاعدة بيانات اجتماعية واسعة. وقد أعطى ذلك الظهور إلى فئة كاملة من البحث الاجتماعي ومجموعة جديدة من الأسئلة التي يريد الأشخاص أن يطرحوها. وكلما اشترى الأشخاص المزيد من الحصص في البحث الاجتماعي، كلما زادت تلك الأرقام. في الأرقام والمثالية، تتطابق ''جوجل'' في كل جزء. زادت عدد صفحات الإنترنت التي تعرضها أضعافاً مضاعفة، من واحد تريليون منذ خمس سنوات إلى عشرة تريليونات اليوم، ما يجعل من موقع ''جوجل'' (ملك شبكة الإنترنت). فهو المستفيد من أكبر ثروة للإنترنت حيث يدفع المعلنون لكي تظهر إعلاناتهم عندما يقوم مستخدمو الإنترنت بالبحث عن احتياجاتهم ورغباتهم من خلال مربع البحث. وقد شهد ''جوجل'' اعتداء مباشرا على البحث عن مواقع الويب شنته شركة مايكروسوفت على مدى العقد الماضي. ومع ذلك، على الأقل في منطقة واحدة، فإنه يواجه تحدياً أكثر صعوبة من جانب ''فيسبوك''. تزعم جوجل بلس، الشبكة الاجتماعية التي تم إنشاؤها قبل 18 شهراً في محاولة لإجهاض هجوم ''فيسبوك'' على أعمال البحث، أن هناك 235 مليون مستخدم نشط شهرياً. ولكنها فشلت، مع ذلك، في أن تصبح نوعاً من الجهات النشطة لنشر المعلومات الشخصية وإجراء اتصالات اجتماعية لمنافسة ''فيسبوك''. وقد تم توسيع مجموعة مصادر المعلومات في المجالات الأخرى. إضافة إلى موقع فيديو يوتيوب، ويشمل ذلك ميزات مثل استعراض خدمة مطعم زاغات ومعلومات السفر من شركة آي تي إيه للبرمجيات. في اختبارات مع بعض المستخدمين، تمتص ''جوجل'' الآن مجموعة نفيسة من المعلومات الشخصية من محتويات حسابات المستخدمين على بريد ''جي ميل'' ووثائقهم على شبكة الإنترنت. فهو بربط تلك البيانات مع خوارزميات البحث الأساسية لإرجاع المعلومات دون حتى طلب ذلك. إذا تلقيت رسالة تأكيد رحلة بالبريد الإلكتروني، على سبيل المثال، أمل جوجل هو البحث تلقائياً وتحذيرك عندما يتم تأخير الرحلة. إجراء أي استقطاعات من المعلومات المستقاة من عدد من المصادر على هذا النحو يشير إلى طموح ''جوجل'' المقبل. يسمى الرسم البياني للمعرفة، فهو يمثل محاولة لتراكب نمط من الاتصالات المفيدة على شبكة الإنترنت عديمة الشكل. ابحث عن ''أينشتاين''، على سبيل المثال، وستظهر لك أسماء العلماء الشهيرة الأخرى، جنباً إلى جنب مع إشارات إلى الكتب الفيزيائية وغيرها من المعلومات الشخصية. اتبع تلك الروابط لمعرفة المعلومات الأخرى في شبكة متسعة من البيانات ذات الصلة. بينما يهدف ''فيسبوك'' إلى جعل المعلومات الاجتماعية مفيدة عن طريق تمريرها من خلال مصفي البحث - مثل العثور على الرومانسية إلى قريب من الهند - حلم ''جوجل'' هو استخدام نهج مماثل لفتح جميع المعارف الإنسانية.
وقد وضع لاري بيج، رئيس ''جوجل'' التنفيذي، هدف شركته البسيط ولكنه طموح. وقال قبل عقد من الزمن ''محرك البحث الأمثل سيفهم تحديداً ماذا تقصد وسيظهر لك ما تريده بالضبط''. كما قال أيضاً إن ذلك المحرك الأمثل للبحث سيكون مزروعا بشكل مباشر في دماغ المستخدم.ذلك كان حتى قبل أن يقوم زوكربيرج بتأسيس ''فيسبوك''، ليصل الكنز الجديد من البيانات الشخصية والاجتماعية إلى البحث. وستساعد المنافسة بين هذين الاثنين على مدى العقد المقبل على تحديد كيف تمرر الجماهير المتصلة في العالم حياتهم الرقمية على نحو متزايد.
تعليقات