مبررا ماقالته فريحة، عبد اللطيف الدعيج: كلنا عنصريون مثلها
زاوية الكتابكتب يناير 19, 2013, 12:10 ص 1306 مشاهدات 0
القبس
كلكم يمارس التمييز!
عبد اللطيف الدعيج
ليس هذا دفاعاً عن الشيخة فريحة الأحمد، ولا انتصاراً أو تبريراً لأي صنف من أصناف التنابز والسباب التي تحفل بها معظم وسائل الإعلام، بدءاً من الصحافة أو بالأحرى الصحيفة التي «تجرأت» ونشرت التصريح العنيف المنسوب إلى الشيخة فريحة، وانتهاء بالوسائل المجانية المعفاة من المساءلة على الإنترنت. فالجميع مع الأسف يشارك في هذه الزفة العجيبة والغريبة، بدءاً بسقطات اللسان، كتصريح الشيخة، ومن سبقها من نواب ومشايخ قبائل، وحتى زعامات سياسية، وانتهاء بالعفن والسليط من سباب الذي مارسه بعضهم في ساحة الإرادة في ذكرى وفاة أمير القلوب - ممثل مصري وليس رئيس دولة - والذي قصدوا منه الغمز من قناة الآخرين، وأنا في حل من الإشارة إلى من هم «الآخرين». على الأقل الشيخة فريحة وغيرها عبروا بعفوية - وإن أخطؤوا - عما يعتقدون. أما أبطال المقاطعة في ساحة الإرادة، فقد تخفوا خلف الحب والغرام المزعوم بـ «أمير القلوب» والعهد السابق، حتى يعتدوا بحرية على العهد الجديد!
الشيخة فريحة إن شئنا الإنصاف وليس الحكم على الضمائر، مع أنني أجزم بأن ما تفوهت به له جذور اجتماعية ومواقف متحيزة كامنة في كل منا قبل الشيخة، وبالتالي لا أعفيها على الإطلاق منها، إلا أن ما تفوهت به هو في الواقع ضد شريحة «سياسية»، وليس شريحة أو فئة اجتماعية، كما يحاول أن يصور بعضهم، وشتان بين هذا وذاك. مع العودة إلى التذكير بأنني أعتقد أصلاً بأن للموقف هنا جذوراً وخلفية اجتماعية بالتأكيد.
لكن ليس من العدل ولا الإنصاف أن نمسك بتلابيب فرد، ونحن كمجتمع وكدولة نمارس التمييز، ونتقصد التحقير والانتقاص من بعض فئات المجتمع. قوانين الجنسية عندنا تفرّق بين المواطنين وتميز بين الناس. ومجلس أمتنا، سواء مجلس الصوت الواحد كما يحلو لبعضهم أن يسميه، أو ما سبقه، وربما ما سيلحقه من مجالس، يمارس التمييز في قوانينه وفي مناقشاته وتوصياته بين المواطنين. لا نزال مقسمين اجتماعياً إلى فئات وجماعات، ولا يزال أغلبنا يفخر بعرقه ويلعن بأصل وعرق غيره، وتكفي الردود السمجة على الشيخة فريحة دليلاً على ذلك. لا يزال حرف «الياء» رسمياً وبدعم اجتماعي ورسمي ملك التمييز وأساس التفرقة بين خلق الله، ومع هذا يتجرأ المتفاخرون بأصولهم والمنتقصون من أصول وأعراق الغير في اتهام غيرهم بالعنصرية والتحيز.
الشيخة فريحة وغيرها لم يرددوا إلا ما تناقله من سبقهم ومن يعيش بينهم. كلنا عنصريون، وكلنا بطريقة أو بأخرى نمارس التمييز والتفرقة، بل وحتى الاحتقار للغير... فرجاء، لا ترموا بيوت الآخرين بالحجارة، وكل بيوتكم زجاج.
تعليقات