هل علمتم من سيدفع ضريبة المبيعات 'الدايخة'؟!.. ذعار الرشيدي متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 714 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /  ضريبة 'تدبيس' الشعب

ذعار الرشيدي

 

الحكومة تريد فرض ضريبة مبيعات و«في الوقت المناسب» وكثيرون لا يعرفون حقيقة هذه الضريبة، وقبل أن أدخل في تفصيلات شرحها، فإن هذه الضريبة يدفعها المستهلك عن شرائه سلعة «ليتمتع» بها، ولكن التاجر مستورد السلعة من الخارج والتاجر الذي يقوم بتوزيعها داخل البلاد في الأسواق المحلية وصاحب المحل الذي يبيعها بالتجزئة للجمهور غير مطالبين بدفعها، أي ان الذي سيدفعها للحكومة أولا وأخيرا هو المستهلك مواطنا كان أو مقيما، أما التاجر المستورد والموزع المحلي والبائع فلا يتحملونها ولا يدفعونها.

***

بمعنى أدق، الحكومة تنوي «تدبيس» الفقراء في الضريبة لتحل مشكلة الإيرادات لديها، ذات الحكومة التي لم تستطع أن تعثر على قنوات صرف الـ 37 مليارا حتى اليوم، تريد أن تحل مشكلة الإيرادات من جيوبنا نحن الفقراء المساكين.

***

وسأقدم شرحا مبسطا لضريبة المبيعات التي تنوي الحكومة تدبيسنا بها، أولا التاجر المستورد وفي حال إقرار قانون ضريبة المبيعات سيتجه إلى وزارة التجارة ويستخرج بطاقة تسمى في كل دول العالم بـ «بطاقة الرقم الضريبي»، وعندما يستورد سلعة ما من الخارج ولنفرض أنها عبارة عن تلفزيونات سيذهب إلى الجمارك ليفرج عنها وسيدفع مبلغ جمارك دخول هذه البضائع إلى البلد، ولكنه لن يدفع ضريبة المبيعات كونه يمتلك بطاقة «رقم ضريبي» وعليه ستكتفي إدارة الجمارك بتحصيل قيمة الجمارك منه، وبعد أن يدخلها إلى البلد، سيقوم بتوزيعها على محلات التجزئة، والتي هي بالتالي تمتلك رقما ضريبيا، لذا سيقوم المورد ببيعها إلى الموزع المحلي في البلد فإنه سيبيعها له دون تحصيل قيمة ضريبة المبيعات كون الموزع بدوره تاجرا ويمتلك «رقما ضريبيا»، وسيقوم الموزع بدوره ببيعها إلى محلات التجزئة دون تحصيل ضريبة المبيعات منها كونها هي الأخرى تمتلك «رقما ضريبيا» يعفيها من دفع تلك الضريبة، وفي الآخر عندما يذهب المستهلك البسيط الذي لا يمتلك «رقما ضريبيا» لشراء تلفزيون من أي من محلات التجزئة فإنه سيدفع ضريبة المبيعات، أي انه في المحصلة النهائية وبعد هذه اللفة الطويلة العريضة من سيدفع هذه الضريبة هو نحن من أبناء الطبقة الكادحة، هل علمتم الآن من سيدفع هذه الضريبة «الدايخة»؟!

***

هناك من يسعى وبشكل حثيث للأسف إلى تحويل الشعب إلى طبقتين فقط، وسحق الطبقة المتوسطة التي تكاد تختفي اليوم بسبب ممارسات الحكومات المتعاقبة التي جعلت همها هو سحق هذه الطبقة تماما لهدف سياسي قصير المدى.

***

توضيح الواضح: الأهداف السياسية القصيرة المدى قد تنفع أشخاصا محددين لبعض الوقت ولكنها على المدى الطويل ستقتل البلد، واضح!

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك