التواصل الاجتماعي كما يراه خالد طعمة تمثيل فاشل يُشترى بالمال

زاوية الكتاب

كتب 605 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  أكذوبة التواصل الاجتماعي

خالد طعمة

 

أشتاق كثيراً إلى أيام الماضي الجميل تلك التي عشتها في فترات سابقة لم تكن مكتظة بما نشهده اليوم من (تدافع) جشع يجرف هذا إلى ناحية وغيره إلى ناحية أخرى، الإنترنت تدافع ودفع حتى سهل لنا الكثير من الأمور ولكنه أعمى بصيرتنا عن الأكثر منها، لا أعرف كيف لعالم مكون من مجاميع بشرية متنوعة ينطلي عليه مثل هذا النوع من الأكاذيب التافهة كتلك المسماة بالتواصل الاجتماعي، لا أنكر عليكم أنني أستخدم هذه الوسائل كما لا أنكر أنني أتعامل معها لا مع مستخدميها بترفع بعض الشيء لأنني اكتشفت أن هذا التواصل المزعوم قد بني على أكاذيب (مكشوفة).
في العام الماضي عندما تقدمت إلى الترشح في انتخابات مجلس الأمة لم يكن هاتفي يتوقف عن الرنين من قبل الشركات الإعلانية أو بشكل أصح من المتخصصين بإدارة الحملات الانتخابية، فهذا أحدهم يقول لي برسالة عبر الهاتف المحمول إنه على أتم الاستعداد بأن يجعل مشاهدي فيديوات لقاءاتي أكثر من مليون مشاهد بل يستطيع أن يبين أن نسبة المشاهدة موزعة على بلدان العالم وأن يوضح للناس أيهما أكثر، أخذتني الدهشة فأنا أتعامل مع هذا الموقع الخاص بالفيديوات ولم أكن أعرف أن مثل هذا الأمر ممكن حدوثه بل إن الطامة الأكبر عندما قال لي إن المتابعين في الموقع إياه الذي يقال إنه أسقط دولاً وحكومات وأدار الثورات يمكن التحكم به بنفس الطريقة فقلت له هل هذا الأمر حقيقي قال لي فقط ادفع وشاهد ولاحظ الفرق؟
وللأمانة لم أدفع بل ذهبت إلى أشهر محركات البحث وكتبت عن الطريقة التي يمكن للشخص من خلالها أن يشتري متابعين ومشاهدين ومعجبين حتى اكتشفت أن هناك تنافساً حاداً بالأسعار حتى صدمت بأن المال فقط هو سيد الموقف في هذه الشبكات الكاذبة.
إذاً لماذا يكون انكبابنا عليها بهذا الشكل وهي ليست سوى كذب وافتراء وتمثيل فاشل يشترى بالمال حتى يلمع هذا الشخص بأنه ناجح اجتماعياً أو سياسياً بل إن أغنية فاشلة لم أصدق أن أحدا يستطيع مشاهدتها كاملةً بكل صراحة ولأكثر من دقيقة كذلك المسمى بمغني (الجانجام ستايل) أنا اصدق بأن المندرجين من فصيلته يمكن أن يتابعوه ويتحمسوا له ولكن أن يقولوا إنه صاحب اعلى فيديو مشاهد في العالم هنا أحرك عيني بكل اتساع ناحية عرض الأسعار لأعرف من دفع ومن كذب ومن قبض ومن كمل الكذب وجعلنا نعيش وسط هذه الأكاذيب.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك