أين نحن من العمل بحسن الظن؟.. تركي العازمي متسائلاً
زاوية الكتابكتب يناير 15, 2013, 12:57 ص 558 مشاهدات 0
الراي
وجع الحروف / حديث الخيانة و'سوء الظن'!
د. تركي العازمي
خطيب الجمعة 11 يناير 2013 تحدث عن أهمية «اجتناب سوء الظن»، وفي آخر اليوم قرأت في «الراي» عدد السبت حديث الخيانة لرئيس المجلس الأولمبي الاسيوي لكرة القدم الشيخ أحمد الفهد والذي استشف من تصريحه حول الحراك السياسي الذي اسقط المحمد إن محوره كان «مؤامرة» استجوابه!
وضعت ما قرأت من تصريح الشيخ الفهد وما جاء في حديث خطيب الجمعة وكانت الفراغات باقية في مكانها تبحث عن فهم سليم لما يبدر منا من قول وفعل تجاه الآخرين... وهنا تذكرت على الفور قول المولى عز شأنه « إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً»، وفي موضع آخر « يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»... والمفلس هو من أفرط في السب والقذف وتعرض للآخرين بسوء!
أي خيانة تحدث عنها الشيخ أحمد الفهد؟... أين نحن من العمل بحسن الظن والابتعاد عن سوئه؟ فالشاهد إننا ما إن يسترسل الفرد في طرح نقدي إلا ونحن نستوقفه بعبارة «أحسن النية» وقد يكون الحديث عن الخيانة استنتاج من سياق الحديث والمعنى يبقى «في بطن الشاعر»!
كم كنت أتمنى على الدوم أن يتصف أحبتنا بالشفافية التي تضع النقاط على الحروف ولا تترك للبعض مجالا في الغوص في مفردة أو عبارة قد يكون القصد منها مخالفا لما نراه!
نحن أمام أمانة شرعية في تحمل المسؤولية تجاه اجتناب المحرمات ولضعف الإنسان وصفه المولى «ظلوما جهولا» ونحن أضعف مما يتصوره البعض والسقوط في المحرمات في عصر المغريات الدنيوية بات سهلا والله المستعان.
نريد أن يحسن بعضنا الظن في الآخرين وألا ننقل أي خبر فنقله يعني انعدام الثقة ولنا في الرواية التالية خير دليل:
« كان مصعب بن الزبير جالسا في مجلس له بالكوفة فحضر إليه أحد أشراف العرب ووشى بأحدهم وشين أعماله. وبعد قليل أتى الرجل يعتذر وينفي ما قيل عنه، فقال مصعب : إن الذي بلغنيه ثقة يضع الأمور في مواضيعها. فقال الأحنف بن قيس وكان حاضرا في المجلس: كلا أيها الأمير إن الثقة لا يبلغ»!!!
فهل تقبل أخي الفاضل وأختي الفاضلة بأن تكون محل فاقد الثقة؟... توقف عن نقل الأحاديث التي تظهر الآخرين بصورة سيئة سلبية ولنحمي أنفسنا من سوء الظن الذي اهلك أقوام من قبلنا.
وعليه، قد يرى البعض أن الحديث عن سلوك «سوء الظن» غير مبرر في هذه الحقبة الزمنية والتي أراها مهمة للغاية خصوصا وأن مجتمعنا الكويتي يتصف افراده بالقدرة على نقل الخبر ونشره بشكل سريع مضافا إليه «شوية بهارات» تدخلها الأنفس وإفرازاتها والنفس أمارة بالسوء... والله المستعان!
تعليقات