بعض المواطنين اضطروا الى التبرع بالدم لشراء حاجات خاصة لهم..محمد الملا يزعم أن ذلك يحدث فى الكويت، لأن البلد طارت طبقتين غنية تملك كل شئ وفقيرة معدمة تعانى فوائد القروض وقلة الدخل

زاوية الكتاب

كتب 522 مشاهدات 0


سطوة الكبار على المواطنين     
محمد أحمد الملا
المواطن الكويتي‮ ‬يئن من ارتفاع الأسعار بسبب سيطرة كبار التجار على السوق المحلي‮ ‬حيث‮ ‬يعتبرونه في‮ ‬نظرهم سلعة تباع وتشترى،‮ ‬ويجري‮ ‬حاليا‮ ‬غزو منظم على البورصة لشراء اسهم الشركات الرابحة لمحاولة السيطرة عليها للتحكم فيها وتغيير اهدافها واحتكارها لتكون تحت رحمتهم،‮ ‬مما اضطر المسؤولين فيها لتفريخ مؤسسات ليست مدرجة بالبورصة الكويتية للنجاة من السيطرة‮ ‬غير المحمودة‮.‬
والغريب ان بعض اصحاب القطاع الخاص‮ ‬يحاربون الكويتيين بوظائفهم ويحرمونهم من العيش الكريم ويعينون أفرادا من كل أصقاع العالم ويغرونهم بالامتيازات المالية والحوافز لاستيرادهم،‮ ‬حتى وصل الأمر الى صرف تذاكر سنوية للتنزه والعودة الى بلادهم وتدريس ابنائهم في‮ ‬احسن المدارس الاجنبية عندنا،‮ ‬وكل هذا من اجل قتل الكفاءات الكويتية وعدم منافسة الادارة العليا خوفا منهم في‮ ‬المستقبل للجلوس بمناصبهم حتى اصبح المواطن‮ ‬غريبا على ارضه‮.‬
والخوف الرهيب عندما‮ ‬يتم تخصيص قطاع الخدمات الحكومية ليتحكم بها قوى الافساد وخاصة من‮ ‬يملكون المال بالتعاون مع بعض المسؤولين الحكوميين للمساهمة في‮ ‬ترسية العطاء عليهم،‮ ‬ومن ثم تحديد الرسوم العالية لتعويض العمولات التي‮ ‬دفعت من جيوب المواطنين التي‮ ‬هي‮ ‬بالأصل خاوية والمملوءة بالحسرة،‮ ‬معتمدين على المعاش الحكومي‮ ‬لتصبح حكومة اخرى على المواطن ومقصلة على الرقاب وحتى زيادة الـ120‮ ‬دينارا شفطتها البنوك قبل ان تدخل جيب المواطن،‮ ‬وفوائد القروض تتزايد حتى اصبحت‮ ‬غولا‮ ‬يأكل المدخرات،‮ ‬والبنك المركزي‮ ‬يتفرج منذ سنوات وهو صامت امام السطوة الظالمة،‮ ‬ونتذكر هنا البطل خالد الزامل الذي‮ ‬كسب قضيته ضد البنك الذي‮ ‬استغل حاجات الناس وأوقعهم في‮ ‬فخ الأوهام وشنق مصيرهم بالفوائد الربوية المركبة والمربعة والمثلثة،‮ ‬ولقد علمت ان معظم الصحف الكبار رفضت نشر الحكم الصادر لصالحه خوفا ان‮ ‬يفقدوا الاعلانات وعوائدها ومن‮ ‬غضب البنك الضخم المملوء برجال السطوة ملاك الحكومة الخفية،‮ ‬وكما هو معروف ان معظم الشعب الكويتي‮ ‬تحت رحمة الاقساط ويضطر اليها اما للعلاج او شراء سيارة او بناء سكن العائلة ودون اي‮ ‬تدخل من الحكومة لوقف هذا التدهور الاقتصادي‮ ‬والتضخم وهي‮ ‬تحت‮ ‬يديها المليارات والعصا السحرية لمساعدته في‮ ‬تطوير المستشفيات والتعليم وقطاع الخدمات وتحسين دخله وذلك لخدمة المتنفذين للوصول الى مرحلة‮ »‬التخصيص‮«‬،‮ ‬اي‮ ‬تقطيع لحم المواطن البسيط ورميه في‮ ‬أزقة الطرق وكما‮ ‬يحصل حاليا مع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية ذات الأصول الضخمة،‮ ‬وأتذكر هنا كلمة الاستاذ عبد الله النفيسي‮ »‬من اجل الا‮ ‬يتحول الشعب الكويتي‮ ‬الى مجرد طابور مهذب من المهنئين والمعزين المحترفين ومن اجل الا تتحول الكويت الى زقاق من أزقة التاريخ الموبوء بعبادة نجوم المال والاقطاع والاستغلال والرق السياسي‮« ‬فعلا وصلنا الى ان الكبار صاروا الأسياد والشعب الكويتي‮ ‬عبيد للاستغلال بكل مفاهيمه،‮ ‬واستمرارية هذا النهج تقتل الابداع والتحضر وتخلق جيلا من عبدة المال وتساهم في‮ ‬انتشار الفساد بكل أنواعه‮. ‬لقد تجرأ الكل على المواطنين وعندما‮ ‬يرغب بعض النواب الشرفاء في‮ ‬تشريع لزيادة الرواتب او اسقاط القروض وفوائدها صرخ‮ »‬كل المتحذلقين‮« ‬هذا‮ ‬يضر الأجيال القادمة والتنمية ومستقبل الوطن ولكن اسقاط المديونيات عن الكبار وعقد الصفقات بالمليارات وتنفيع المقربين بالسلطة والتصدق على كافة الدول حلال بشريعة الغاب والنظرة الدونية للشعب المسكين،‮ ‬وتم ذلك بمباركة من بعض رجال الحكومة لتصبح الكويت طبقتين‮ ‬غنية تملك الهواء والماء ورواتب الموظفين،‮ ‬وفقيرة معدمة لا تملك الا الراتب الذي‮ ‬يكفي‮ ‬منتصف الشهر بسبب لعبة القروض والتسهيلات،‮ ‬وتسبب ذلك في‮ ‬زيادة معدلات الطلاق والجريمة والرشوة وزادت نسبة شراء الأصوات في‮ ‬عصر الدوائر الخمس حتى اضطر بعض المواطنين من اصحاب الرواتب المتدنية الى التبرع بالدم من اجل شراء حاجات خاصة له،‮ ‬يا جماعة صدقوني‮ ‬هذه وقائع صارت في‮ ‬دولة تملك المليارات والدليل لدى هيئة الزكاة بالسالمية وقد اخل مجلس الوزراء والبنك المركزي‮ ‬بمسؤولياتهم الدستورية والقانونية بعدم تطبيقها والقرارات المنظمة للاقراض على البنوك والشركات الاستثمارية التي‮ ‬تركت تتلاعب بمقدرات الحياة المعيشية للمواطن،‮ ‬انه فعلا زمن الابتزاز والاستبداد والاستعباد من قبل اصحاب السطوة لشعب نادى وضحى أيام الغزو‮ »‬نموت وتحيا الكويت‮«.‬
والحافظ الله‮ ‬يا كويت‮.‬
 

 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك