الكويت كما يراها مشعل الظفيري لن تتحول إلى بلد بوليسي!

زاوية الكتاب

كتب 718 مشاهدات 0


الراي

إضاءة للمستقبل  /  الساكت عن الحق.. مراقب عربي

مشعل الفراج الظفيري

 

كورتنا السياسية في ملعب وزارة الداخلية، وكلما حاولنا الاستحواذ عليها بالطرق الدستورية أو المدنية الصرفة قابلونا بالغاز المسيل للدموع والماء الساخن، ويقال والعهده على الراوي أنهم قد استخدموا الرصاص المطاطي علاوة على الهراوات والعصي واستعانوا بلاعبين محترفين من رجال المباحث بلباس رياضي للركل و(البوكسات) وغيرها من الألعاب البهلوانية... طيب نريد هذه الكورة لأنها ليست من صميم عملك، فيتركوننا مع المفاوض محمود الدوسري وبجانبه ملف التعليمات الذي تلقاه في الأمس، يعني الرجل مناورا بالدرجة الأولى ويجيد التمريرات الطويلة. 
في الوقت الذي كنا نطالب فيه اخواننا البدون بعدم الخروج على النظام العام للبلد واحترام قرار وزارة الداخلية بمنع التظاهر أو المسير، إلا أننا لم نكن نتوقع هذه الهجمة الشرسة من قبل رجال الداخلية وعدم شعورهم بآدمية هؤلاء البشر (البدون)، ومسألة التعرض للأطفال والنساء غريبة جداً على أعرافنا وتقاليدنا، وإذا كانت وزارة الداخلية تريد فتل عضلاتها للجميع من خلال هؤلاء المستضعفين، فسحقاً لهذه السياسة المفلسة، لأننا في بلد دستوري يحترم الاتفاقيات الدولية التي تكفل حرية الرأي والتعبير ولن تتحول الكويت إلى بلد بوليسي باذن الله، وكان من الأولى أن تتعامل وزارة الداخلية بطريقة أرقى من ذلك، وأن تكف عن البيانات التي فيها نبرة التحدي والتي يقصد منها إثارة البدون وهذا ما كان على الوزير الحمود أن يدركه... نحن ومع حرصنا على تطبيق القانون، إلا أننا لا نقبل بأي حال من الأحوال أن يكون الخيار الأمني موجودا في خلافاتنا السياسية، ففيه إلغاء لدولة المؤسسات والبدون أصبحوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع الكويتي.
الجنسية الكويتية هي أمر سيادي لا يحق لأحد المطالبة بها، كما أننا نتمنى أن تصل لمستحقيها الذين لم يألوا جهدا في خدمة البلد، ومنهم من بذل الغالي والنفيس من أجل الكويت، ولسنا بأحرص من القيادة السياسية على هذا الأمر، ونطالب بسرعة إعطاء إخواننا البدون حقوقهم المدنية كاملة وغير منقوصة حتى لا تترك الأمور للمزايدات والتكسب. 
شطب النائب فيصل المسلم من كشوفات المرشحين خطوة سريعة وغير مدروسة من قبل وزارة الداخلية، فالرجل لم يدن بشيء يخل الشرف والأمانة وليست عليه أحكام قضائية... أستغرب من مستشاري الحكومة ووزارة الداخلية على وجه الخصوص، فهم دائماً يضعون الحكومة والوزراء في مواقف بايخة، وقراراتهم دائماً ما تلهب ساحتنا السياسية وتجعلها باستمرار على صفيح ساخن. 
باختصار أتمنى على الحكومة أن تتريث في اتخاذ القرارات وخصوصاً السياسية منها، فأخطاؤها مكلفة في هذا الوقت بالذات كما أنني أطالب وزارة الداخلية بإعطاء البدون الفرصة للتعبير عن أفكارهم، وخصوصاً أننا نعيش عرسا ديموقراطيا تتعدد فيه الأفكار والملل، وألا تتعامل الداخلية وفق نظرية العناد أو النظرة الدونية لهذه الفئة، ففيها من الرجال والنساء الذين يشرفون الكويت وأهلها ومواقفهم يشهد لها التاريخ... ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء. 

إضاءة 
معالي الشيخ أحمد الحمود توسمنا فيك الخير عندما تسلمت وزارة الداخلية لأنك أحد أبنائها وأعجبتم الجميع عندما ذهبتم لندوة الوعلان وأعطيتم الأوامر بانصراف القوات الخاصة ومن ثم تركتم الناس تعبر عن رأيها، فما الذي تغير يا شيخ؟ نعلم تعاطفك مع المظلومين، ولكننا نخشى أن تتغير في نظرنا بسبب الوحشية التي يمارسها رجالكم من غير سبب مقنع فلطفاً بالقوارير يا معالي الوزير. 

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك