مسؤولينا رجال بلا قرار!.. هذا ما يراه نايف العدواني

زاوية الكتاب

كتب 828 مشاهدات 0


الشاهد

رجال بلا قرار

د. نايف العدواني

 

نعرف جميعاً ان اي وظيفة في العالم كبرت ام صغرت لها حدود وصلاحيات ومسؤوليات، وان صاحب الوظيفة ملزم باتخاذ قرارات تؤكد انه المسؤول عن هذه الوظيفة، والا فقد الحق في ان يتولى هذه الوظيفة، الا في هذا البلد، الكل يطالب بالكوادر والمميزات الوظيفية ويقاتل بسيف الواسطة للحصول على كل مميزات المنصب، ابتداء من المكتب وانتهاء بالسيارة، وغيرها من المميزات التبعية كالبونص ومكافآت اللجان وبدل الأمرة، الا انه يوم يأتي وقت القرار يتراجع ويتلكك ويراوغ ويـلف ويدور خوفاً وتهرباً من القرار وتبعاته، وما سيعود عليه من لوم اجتماعي وسخط وظيفي، فتكون قراراته اجراء اللازم حسب الاجراءات المتبعة او يجري اللازم حسب القوانين المتبعة. او لا مانع حسب الاجراءات، او يحال الى اللجنة المختصة، او حسب اللوائح والنظم، فيكون قراره منعدماً ابتداء لانه يحيله الى مجهول او يكون مصير المعاملة ان تفسر من قبل مرؤوسيه انها مرفوضة لعدم وضوح القرار او الجهة التي ممكن ان تتبناه او تنفذه، والمصيبة ان يحيل المسؤول الأعلى المعاملة لمن هو اقل منه في الدرجة الوظيفية ليتخذ القرار بدلاً منه، من هنا نجد عدم الثقة في قرارات مسؤولي الدولة ابتداء من رئيس الوزراء ومروراً بالوزراء والوكلاء وحتى اقل مسؤول في الهرم الوظيفي،والا كيف يوقع رئيس الوزراء على قرار يرفضه الوزير، او قرار وزير يرفضه مدير مكتبه او رئيس قسم، حتى اصبح القرار مرتبطاً بشكل ولون قلم المسؤول، فاذا كان بالقلم الأزرق العادي يعني معاملة مرفوضة، واذا كان بالاخضر يعني اجراء اللازم حسب النظم وما يسمح به القانون واذا كان بالقلم الاحمر يعني انهاء المعاملة بصفة استثنائية وبسرعة وحتى ولو كانت تعارض القوانين، المصيبة اننا عندما نسأل احد المسؤولين الذين تركوا الخدمة او الذين مازالوا فيها: لماذا لم تتخذ قراراً؟ يكون الجواب: لم يسمحوا لي باتخاذ القرار او انني اتخذت قراراً ولم ينفذ، وعندما تسأله: من الذي لم يسمح بالتنفيذ؟ يقول لك: المسؤولون، فاذا كان المسؤولون هم انفسهم من كان يفترض بهم ان يتخذوا القرار أو يساعدوا في تنفيذه، اذن فمن هم المسؤولون؟!

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك