الهاوية الإيرانية واقتراب القاع بقلم زياد محمد الغامدي
الاقتصاد الآنيناير 10, 2013, 5:33 م 518 مشاهدات 0
سقطت الدولة الإيرانية في الهاوية السياسية والأخلاقية والاقتصادية منذ أن اعتلى الخميني منصة الحكم، وما تسارع وتيرة السقوط السياسي والاقتصادي والأخلاقي عاما بعد آخر إلا دليل أزمة فكرية عند (الطبقة الحاكمة) في إيران، والتي لا ترى ولا تستوعب أن زمن قبول العقليات الشاذة والعدوانية والهمجية والإرهابية لم يعد ممكنا ولا مقبولا ولا مستساغا، سواء من المجتمع الدولي أو من الشعب الإيراني نفسه. ويأتي توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، (قبل نحو الأسبوعين) على حزمة العقوبات الجديدة في طبيعتها وتأثيرها المتوقع، بمثابة إعلان قرب الوصول إلى قاع هذا السقوط المخزي. هذا القاع الذي بوصوله سينتهي هذا النظام إلى الأبد، ليكتب التاريخ أنه شكّل وصمة عار على الإنسانية جمعاء.
فحزمة العقوبات التي وقعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأتي لتضرب الصميم الاقتصادي للنظام الإيراني. في السابق كانت العقوبات تركز على منشآت ومؤسسات حكومية وشبه حكومية وشخصيات حكومية بارزة. ولكن بعد تيقن الولايات المتحدة والمجتمع الدولي كله أن كل شيء في الاقتصاد الإيراني وبلا استثناء مملوك للنظام وملاليه، أصبح من الحتمي استهدافه ضمن العقوبات الدولية. فحزمة العقوبات الأخيرة تستهدف صناعة النقل البحري الإيراني برمته وإدارة الموانئ الإيرانية، وكل وسائل الإعلام وأجهزته من محطات فضائية وصحف ومطبوعات. فصناعة النقل البحري الإيراني ليست سوى واجهة لمنظومة معقدة لتهريب الأسلحة والمعدات الحربية لكل من باع نفسه وضميره لهذا النظام المتخلف، كما أنها أداة من أدوات التجسس الإيرانية على الدول وبحارها ومياهها الإقليمية. أما وسائل الإعلام الإيرانية فليست سوى مراكز بث للدجل والخرافات والهرطقات والشعوذة الفكرية. إن حزمة العقوبات الإيرانية الأخيره تأتي كإحدى أهم وسائل تطويق هذا النظام القاتل والمفتن والمخرب والذي لا هم له سوى إثارة الفتن والبلابل والقلاقل والأحقاد. وكل الدول التي شجبت هذا الحصار بما فيها الصين، ليست سوى دول ذات مصالح ليس فقط في النظام بل حتى في العقوبات ذاتها. فبكم تشتري الصين برميل النفط الإيراني بعد أن انخفضت صادرات إيران النفطية 40 في المائة، وكم هي عمولات مصارف الصين على الحوالات والعمليات المصرفية الإيرانية بعد أن امتنعت مصارف العالم عن التعامل مع إيران ومصارفها. أما الحكومة العراقية فليست سوى مكتب لإدارة المصالح الإيرانية في العراق، كما أنها جهاز لتنفيذ وتمرير ما يعجز عنه ملالي طهران بسبب الحصار المفروض والمستحق عليها. وشمول العقوبات الأخيرة على إدارة الموانئ الإيرانية يأتي كضربة مزدوجة لكل من إيران وحكومة المالكي التي تتنفس من موانئ إيران.
انهيار في أسعار صرف الريال الإيراني، إقفال مراكز الصرافة، نشر الشرطة وقوات الأمن في أنحاء البازار الإيراني لإخماد مظاهرات التجار، فرض عقوبات على القطاع الصناعي والنفطي والبتروكيماوي الإيراني، منع بيع وشراء المعادن الثمينه والألماس من وإلى الحكومة الإيرانية، منع التعامل مع كل مصارف وشركات تأمين إيران، فرض عقوبات على قطاع النقل البحري بما في ذلك السفن المتوسطة والصغيرة، فرض العقوبات على إداره الموانئ، فرض العقوبات على كل وسائل الإعلام الإيرانية المقروءة والمسموعة، إضافة إلى تواتر الأخبار عن فقدان أربعة آلاف إيراني وظائفهم شهريا. كل ذلك ليس كفيلا بأن يتخلى هذا النظام عن سياسته وأجندته في إثارة الفتنة الطائفية في دول الخليج العربي وإثارة القلاقل في العالم كله.
إن تفاصيل وبنود العقوبات المفروضة أخيرا على إيران تأتي كطوق خانق على ملالي إيران. كما تأتي كإعلان قرب الوصول إلى قاع الهاوية التي أسقط ملالي إيران دولتهم فيها. هذا القاع الذي يمثل انتهاء وزوال هذه الدولة إلى الأبد. وبزوال نظام ملالي إيران ستزول كل ما صنعته سواء كان ذلك أحزابا إرهابية كحزب الله في لبنان، أو جماعة الحوثيين في اليمن، أو تلك المنابر الطائفية البغيضة، كما هي تلك المتواجدة في البحرين. إن الاقتراب من قاع هاوية السقوط الإيراني مجرد محصلة لتاريخ طويل من التفسخ الأخلاقي المحكم والمسيطر على ملالي إيران. إن قاع هاوية السقوط الإيراني ليس سوى نهاية لمرحلة ظلامية للتاريخ الإنساني، حيث سيطرت مجموعة من المجرمين والقتلة على ثروات دولة وسخرتها لما يعزز نفوذها وسيطرتها في المنطقة. هذا النفوذ الهلامي الذي يتحطم ويتلاشى مع كل صوت مقاوم ومنافح عن الحق
تعليقات