خلاف مصر والإمارات زوبعة في فنجان.. بنظر سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب يناير 8, 2013, 11:47 م 1120 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة / خلاف مصر والإمارات زوبعة في فنجان
سلطان الخلف
ظهور الخلاف بين دولتي الإمارات ومصر فجأة على السطح شيء يؤسف له، إذ لا يمكن أن تصل الأمور الخلافية بين دولتين عربيتين تجمعهما أخوة عربية وعلاقات تعاون وثيق وصداقة طيبة منذ عقود إلى هذا المستوى من الحدة والتوجس، وإذا كان السبب كما تراه دولة الإمارات هو وجود تنظيم لفصيل إسلامي من الإخوان على أراضيها فإن غالبية الدول العربية بما فيها دول الخليج توجد فيها تنظيمات إسلامية من بينها الإخوان، بل لا ننسى تعاطف الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، واحتضانه لإخوان مصر الذين فروا من الملاحقة والاضطهاد خلال حكم الرئيس جمال عبدالناصر في خمسينيات القرن الماضي وفضلا عن التنظيمات الإسلامية هناك تنظيمات أخرى شيوعية ويسارية وناصرية وليبرالية وقومية، وإلى هذه اللحظة لا تعرف الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الخلاف المفاجئ، لأن القضية أمام القضاء الإماراتي، ومع ذلك ومن غير المعقول أن تصل الأمور إلى حد تهديد كيان الدولة الإماراتية لأن التهديد الفعلي لدول الخليج دائما ما يأتي من الجارة إيران التي تحتل جزرا إماراتية وتهدد من يحاول الاقتراب منها فضلا عن تحريرها.
الإمارات في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها منطقة الخليج العربي وتحت التهديد الإيراني المستمر في أمس الحاجة إلى مساندة مصر لها كدولة عربية كبرى ذات ثقل إقليمي وإلى العمل على تعزيز العلاقات الثنائية معها وليس من مصلحتها التفريط في هذه العلاقة، وإذا كان الرئيس المصري من جماعة الإخوان فهو الآن رئيس منتخب لشعب مصر بكامله وليس لجماعة الإخوان.
نعلم أن هناك فوبيا مفتعلة وغير مسؤولة ضد التيارات الإسلامية وخصوصا جماعة الإخوان بعد وصول مرسي لرئاسة مصر، لكنها مع شراستها لن تؤثر في تغيير الواقع السياسي الحالي في مصر، لأنه واقع يستند إلى ممارسة ديموقراطية حقيقية أقر بشرعيتها المجتمع الدولي، ومن هذا المنطلق نتمنى أن تزول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تعكير صفو علاقة مصر بالإمارات العربية المتحدة وأن تعود العلاقات أقوى مما كانت عليه في السابق، من أجل أمن ومصلحة دولنا الخليجية، ذلك الأمن الذي عبرت عنه القيادة المصرية الحالية على أنه جزء من الأمن القومي المصري.
تعليقات