الكويت إلى أين؟.. رياض العدساني متسائلاً

زاوية الكتاب

كتب 692 مشاهدات 0


القبس

الكويت إلى أين؟

رياض أحمد العدساني

 

سنة 2012، أربع حكومات وثلاثة مجالس، فوائض مالية من غير إنجاز وارتفاع مؤشر الفساد، دولة غنية باقتصاد فقير، هبات خارجية وخدماتنا ضعيفة، ولم تقتصر على السنة الماضية فقط، وإنما هذا وضع البلد سابقاً، ولا يزال، بسبب سوء تخطيط الحكومة، وعدم وجود سياسة واضحة للدولة.

للأسف، الكويت تمنح دولاً أخرى وتقرضها لتمويل مشاريع تنموية متعلِّقة بالصحة والتعليم والإسكان والطاقة الكهربائية، أليس بلدنا أحق بها؟ خصوصاً مع انقطاع الكهرباء في الفترة الصيفية بين الحين والآخر منذ عام 2008، وارتفاع أسعار العقارات بسبب عدم فتح الأراضي واحتكارييها، وينتظر المواطن أكثر من 15 عاماً للحصول على مسكن، بالإضافة إلى تردي الخدمات الصحية، وآخر مستشفى تم بناؤه هو العدان، ومضى عليه ما يقارب 30 عاماً، وانحدار مستوى التعليم في القطاع الحكومي. أما في الخاص، فيتم رفع الرسوم بشكل رهيب، ويتحمل الآباء عبئاً مادياً، فأين الرقابة عليهم؟ وحتى ملاعب كرة القدم الحالية هي نفسها التي أقيمت عليها دورة الخليج الثالثة في الكويت عام 1974.

أساس التنمية يبدأ بالاستثمار البشري واستغلال طاقات الشباب وليس إحباطهم وزيادة عدد البطالة وصعوبة الحصول على وظائف، فإن كل هذه المشكلات في ظل الوفرة المالية، ولو انحدر سعر البترول، فماذا ستكون عليه الأوضاع مستقبلاً؟

والسؤال الذي يطرح نفسه، أغلب مسؤولي الدولة سافروا إلى دول أوروبية والدول المتقدمة، ألم يروا هناك النظام وسهولة الإجراءات وتعزيز القطاع الخاص وتحسن الخدمات، لكي يطبقوا، ولو نصفها، في الكويت؟

دولة المؤسسات تقوم على تطبيق القانون ومساواة المواطنين في الحقوق والواجبات، ويكون لدى الحكومة برنامج عمل زمني وليس كما هو حاصل، حالياً، تسير من غير خطة ولا رؤية مستقبلية، وازدواجية في تطبيق القوانين، وأشغلت الشباب بسياستها غير الواضحة الخانقة لطموحهم.

* * *

واختم، نفتخر بمساهمات الكويت، ولكن الأصول الحرص على حل المشكلات الداخلية والسياسية، والعمل على تطوير الأوضاع وتحسينها، فقد تراجعنا في كل المجالات. في المقابل، يتم منح دول أخرى للمشاريع نفسها التي نعاني من نقصانها، وهل سياسة الحكومة أن تنفق مليارات خارجياً، ولا تريد إنفاق دينار واحد داخل الكويت؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك