مجازر بشار لن تقمع الثورة.. ناصر المطيري مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 1698 مشاهدات 0


النهار

خارج التغطية  /  الروس ورأس بشار

ناصر المطيري

 

فناء دولة الاستبداد لا يصيب المستبدين وحدهم بل يشمل الدمارُ الأرضَ والناس والديار، لأن دولة الاستبداد في مراحلها الأخيرة تضرب ضرب عشواء كثور هائج أو مثل فيل ثائر في مصنع فخار، وتحطم نفسها وأهلها وبلدها قبل أن تستسلم للزوال. وكأنما يُستَحَق على الناس أن يدفعوا في النهاية ثمن سكوتهم الطويل على الظلم وقبولهم القهر والذل والاستعباد، وعدم تأملهم في معنى الآية الكريمة: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)».
تلك المقولة تنسب للمفكر والفقيه الحلبي السوري عبدالرحمن الكواكبي المتوفى في عام 1902.. وتبرز أهمية هذا القول للكواكبي في أنه يتجسد أمام أعين العالم اليوم فعلا وواقعا في سورية وما تشهده مدنها من دمار وتخريب وإهلاك للحرث والنسل على يد بشار الأسد وعصابة البعث المستبدة.
وتتزاحم المبادرات الروسية والإيرانية الساعية لإنقاذ بشار الأسد من قصاص الشعب وليت هذا الحماس الدولي لحماية بشار يقابله ذات الحماس لحماية سوري الأرض والشعب من الدمار والإبادة.. بل رأس بشار يساوي ملايين البشر عندهم، هكذا تكشف السياسة عن عورتها دون حياء...
بلاشك أن بشار بات موقنا بأنه إلى سقوط حتمي عن السلطة وهي القناعة ذاتها لدى حتى حلفائه الروس والإيرانيين وبعض ذوي المصالح من دول الغرب والجوار وهم الذين يساهمون اليوم بالرجال والعتاد في تدمير سورية وتتلوث أياديهم بدماء المجازر في المدن السورية، رغم ذلك المصير المحتوم لبشار إلا أنه أمعن في القتل والتخريب كاشفا وجهه الاستبدادي بكل بشاعة ووحشية.
ما ينفذه بشار من مجازر وتخريب لبلاده لن يقمع الثورة ولن يمنحه الشرعية في العودة للحكم لذلك فالمستفيد المباشر من وراء هذا الدمار هو اسرائيل التي من مصلحة أمنها الاستراتيجي أن تكون سورية - وهي أخطر جبهاتها- دولة مدمرة منهكة اقتصاديا وعسكريا..
هذا هو مَنْ وصفوه برئيس دولة الممانعة والصمود التي لم تطلق رصاصة واحدة لتحرير الجولان السورية منذ أكثر من ثلاثين سنة، هاهو اليوم يدمر سورية ويقتل من شعبها عددا لم تقتله اسرائيل من العرب طوال ستين عاما من احتلال الأراضي العربية.
ليس بشار الأسد وحده المجرم المستبد بل إن «شركاء الدم» من القيادات المتحالفة معه والمتواطئة والصامتة عن جرائمه هم معه سواء بمواقفهم المخزية التي لن ينساها تاريخ الإنسانية.

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك