'المانع' يرى أن الكويت بحاجة إلى حراك أكثر جرأة وصراحةً مع ذاته
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2012, 12:12 ص 855 مشاهدات 0
الكويتية
'والله إنه.. والله إنه.. والله إنه'
د. سامي عبد العزيز المانع
نمارس الفعل ذاته ونتوقع نتائج مختلفة!، نتشدق بالخطاب الرتيب أحياناً والخطاب الشاذ اجتماعياً أحياناً أخرى، ونأمل تأييد شريحة أوسع من الشعب! نجامل ونغض الطرف عن ممارسات خاطئة في جسد المعارضة وننتظر من القدر أن يتدخل بجبروته لتحقيق الهدف! نخلق الحفر والعثرات والثغرات في طريق حراكنا ولا نتقبل الخسارة المرة!
الرؤية والمنهج والهدف إن وجدوا، أقول إن وجدوا، فهم بحاجة للوضوح، فهل الهدف إسقاط المرسوم والمجلس أم الوزارة المنتخبة أم رئيس الوزراء الشعبي أم الإمارة الدستورية أم كل ما سبق؟! وهل هناك اتفاق على الأولويات؟ الواضح أنه لا شيء واضح، والأدوات والإمكانات محدودة وتم استهلاكها و«نلعن والدينها الوالدين»، والإرهاق بات واضحاً على الشارع.
الأعداد البشرية في تناقص وهي مهمة في أي فعالية، والإحباط تسرب إلى صدر الكثير من شباب الحراك، لإحساسهم بالخسارة وعدم استجابة القيادة السياسية لمطالبهم، ولعل عودة الزخم الشعبي مرتبط بـ «خمبقة» الحكومة الحالية، وهذا أمر قادم أسرع سريعا، ولكننا تعلمنا من كرة القدم وبالذات من منتخبنا الوطني أن الفريق الذي ينتظر نتائج الفرق الأخرى دون أن يتعب على نفسه، في أحسن الأحوال ينتصر في جولة ويخسر جولات، خصوصاً إذا ما كانت قواعد اللعبة غير متكافئة.
يقيناً إن دراسة الجدوى ليست مهمة فقط في عالم البزنس، بل في عالم السياسة أيضاً، وعليه يجب أن نسأل.. أين دراسة الجدوى في الحراك السياسي القائم، ولماذا الاعتماد فقط على خطة النفس الطويل المكشوفة للمعسكر الآخر، بل وحتى هذه الخطة غير مضمونة النجاح! ولا أدري ما السبب أننا لا نضع أي اعتبار لمن هو ليس معنا أو مترددا بالانضمام لنا ولا نسعى لاحتوائه، فكيف سننهض بالفكرة دون وعي كامل لها؟ فهل تمت دراسة خطوة المسيرات الليلية في المناطق ونتائجها مثلاً؟! الجميع كان ولايزال يسأل الحكومة: «وين رايحين؟»، والسؤال يتكرر ليطرح الآن على الحركيين.. وين رايحين؟ سؤال لن تكون له إجابة واضحة أو سيكون اللف والدوران سيد الموقف في الإجابة عليه.
لسنا ضدكم وما نحن من الجمهور المصفق، إن أجدتم قلنا أحسنتم، وإن زللتم قلنا ما قيل أعلاه، ولسنا ممن يمسك العصا من خصرها ليرقص معها، وما نحن ممن يرتدي ثوب الجرأة في الغرف المغلقة فقط، وها نحن نتفق معكم في القضية ونختلف معكم على خريطة الطريق، لذا وجب التنويه، وعليه نحتاج إلى حراك أكثر جرأة وصراحةً ووضوحاً مع ذاته أولاً قبل أن يكون كذلك مع المجتمع، والجرأة ليست بالتهور والتصادم أو بالتعدي على الذات الأميرية، الجرأة في نقد الذات وتصحيح المسار وإبعاد هذا «البطل» وذاك «المتسلق» وفلان «المتملق»، ونبذ كل «الربع» الإقصائيين والفاسدين، عندها فقط نستطيع أن نصدح بأنشودة: «والله إنه.. والله إنه.. والله إنه».
تعليقات