محمد الشيباني مطمئناً المقاطعين: الانتخابات الاخيرة خير لكم!
زاوية الكتابكتب ديسمبر 20, 2012, 12:03 ص 840 مشاهدات 0
القبس
لا تحسبوه شراً لكم..!!
د. محمد بن ابراهيم الشيباني
لم يُكتب لي أن أشارك في انتخابات مجلس ديسمبر 2012، كحال قطاع كبير من الشعب الكويتي (%61)، وهي نسبة الحكومة الرسمية، أما الارقام الحقيقية فهي سر من أسرار الدولة، التي لن تصمد كثيراً في سريتها في المستقبل، وستصبح مشاعة عما قريب، حالها حال اسرار الدولة المختلفة التي تتداولها زوجات بعض المسؤولين في الدولة قبل غيرهم، وقد تكلمت عن ذلك، وأمثاله - كثيراً - في مقالات سابقة!
ولعل خير تشبيه لوضع الحكومة مع الانتخابات الاخيرة ان تشبه بالغريق الذي يريد ان يتمسك بأي شيء يقيه شر الغرق، أو كالمستجير من الرمضاء بالنار! كانت السلطة متحمسة ان تكون الارقام والنسب أعلى خشية الاحراج، وكان الاعلام الحكومي - وللمرة الاولى في تاريخ الانتخابات - يشارك بخيله وخيلائه، وكما تقول العامة في «ايدينه ورجوله» حتى مطاوعة السلطة لم يغيبوا عن المشهد السياسي، فأبوا الا ان يكونوا طرفا في نزاع السلطة مع شعبها، فكانوا يظهرون على القنوات الحكومية كأنهم - وللاسف - رجال اعلان ودعاية مدفوع لهم! هكذا تصورهم الشعب مع ان هذا ليس دورهم ولا مكانهم، بل وليس ذلك من سمات وصفات اهل العلم وطلابه وأهل الورع والتقوى، بل ليس دورهم ان يكونوا مع طرف ضد طرف، والعملية كلها سياسية بحتة وصراع «ديوك» لا شأن لهم به، فرجل الدين ينبغي الا يعادي قطاعاً كبيراً من الشعب لغاية من الغايات آنية كانت او آجلة، الا اذا كان هناك بعض المكاسب التي ستجنى لهم شخصياً او للدعوة، وهذا بعيد على مثل هذه السلطة، فهي دائما تقدم قرابين وضحايا لتصل الى مآربها، ولا يهمها من تكون الضحية اليوم او غداً! فديدنها ذلك لمن يفهمها عبر تاريخها الطويل ان تقرب هذه الجماعة على حساب تلك، وهي ليست مع هؤلاء او هؤلاء، وانما تستخدمهم اداة لغاية او غرض ثم تتحول عنهم الى غيرهم، وربما تتعادى معهم وتستخدم الوسائل التي بيدها قاطبةً لحربهم، ولكن الذكي من يتوسط في التعامل مع السلطة حتى يكسب الاثنين. ولكن، أين هؤلاء الذين غرقوا في بحر السلطة وأصبحوا اليوم سخرية عند الناس، يتراجعون في الاخذ بآرائهم بشكل عام، فضلا عن الشرعية الدينية؟!
وأثبتت نتائج الانتخابات الاخيرة - كذلك - حجم الاقليات والفئات والقبائل ونسبتها الحقيقية في المجتمع، بل أراها كشفت المستور الحقيقي. لهذا، قلت في احد مقالاتي لا تحسبوا يا أكثرية المجتمع الكويتي من الذين قاطعتم ان الانتخابات الاخيرة شر لكم، بل هي خير لكم، عرفتم ما لم تعرفوه من قبل عن كل شيء، الايجابي فيها والسلبي.
وأما على صعيد السلطة، فكما قلت - آنفاً - لم تترك بابا الا وطرقته، لتكثر اعداد الناخبين من كل اطياف المجتمع حتى ابناء الاسرة، وبشكل واسع لم تشهده الساحة من ذي قبل، وكانت النتيجة ما رأته الأعين وسمعت به الآذان، وكانت لم تخطر على قلب احد، عرف بها المواطن حجم من نفخ نفسه مدة طويلة، وذلك حتى لا يحاول احد في المستقبل ان يرفع رأسه او يحاول ان يشمخ بأظافره، فحجمه الطبيعي بات معروفاً! والله المستعان.
***
• النفس!
«اللي ما يصبر على نفسه، ما يصبر عليه الناس»!
تعليقات