الحاضر العربي الجديد لا يخدم الاخوان.. برأي سعاد المعجل
زاوية الكتابكتب ديسمبر 18, 2012, 12:05 ص 1262 مشاهدات 0
القبس
هل يحكم الإخوان العالم العربي؟
سعاد فهد المعجل
منذ فاز «الاخوان» في انتخابات الرئاسة في مصر والسؤال يتكرر حول احتمال ان يحكم الاخوان المسلمون العالم العربي بأكمله ولسنوات مقبلة!
خريطة الربيع العربي تقول إنهم قد حققوا نجاحات ملحوظة في مصر، حيث نجح النموذج الاخواني في السلطة.. وكذلك في اليمن.. أما في تونس فلقد أصبح الشعب محكوماً بحزب النهضة الإسلامي.. ويتكرر المشهد في سوريا التي لا تزال ترزح تحت أتون صراع وحرب يعلن فيها اخوان سوريا يومياً انهم قد اقتربوا من تحقيق فوزهم العسكري على نظام الأسد! هذا، فيما يسيطر الإسلاميون على ليبيا الخارجة للتو من نفق الأربعين عاماً من الحكم الدكتاتوري العنيف!
الآراء بهذا الشأن اختلفت بين من يرى أن حكم الاخوان في مصر قد شكّل سقطة سياسية لهم.. وانهم قد استغلوا حالة الإحباط والتذمر داخل الشارع المصري لينسجوا منها أحلامهم في السلطة.. وأن نجاحهم في مصر من خلال انتخابات وديموقراطية، بالرغم من ضيق صدورهم وعدم إيمانهم بالنهج الديموقراطي.. هو نجاح قصير المدى، والدليل هو ما تشهده الساحة المصرية من احتجاجات وتظاهر ضد حكم الإخوان!
وفي المقابل، هنالك من يرى ان المستقبل المقبل هو للاخوان ولتيارات الإسلام السياسي بشكل عام، لكونهم يشكلون التيارات الوحيدة المنظمة سياسياً وفكرياً.. خصوصا في ظل تفكك القيادات المنافسة للاخوان تاريخياً من تيارات قومية واشتراكية وليبرالية وتقدمية.. وعجز مشروعها على المستويين الشعبي والسياسي عن احتواء الشارع العربي بشكل عام.. والشارع المصري على وجه الخصوص!
وبين هاتين الرؤيتين تأتي رؤية ثالثة استعانت بنظرية المؤامرة لتبرير سيطرة الاخوان على أكثر من عاصمة عربية أسقطت أغلال الدكتاتورية.. وسقطت في فخ الاخوان! هذه الرؤية تتحدث عن ثورات موجهة فكرياً لها أهداف خفية.. وبكونها تنفذ أجندات غربية تعتمد على تحالفات بين التنظيمات الإسلامية وعلى رأسها الاخوان.. وبين الولايات المتحدة التي ترمي إلى إعادة تشكيل الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً.. خصوصا مع قبول الاخوان وفقاً لهذه الرؤية.. شروط الغرب بالالتزام بقدر معقول من الديموقراطية والحريات في سبيل التمكين من السلطة!
بتصوري ان الديموقراطية في فكر الاخوان، بشكل خاص وفكر الإسلام السياسي بشكل عام، لا تتعدى خانة الخطب الرنانة التي تسعى إلى محاكاة نبض الشارع العربي الجديد ووعيه المتنامي لأهمية الحريات والديموقراطية بشكل عام.. لكنها قطعاً ليست متأصلة في فكر الإسلام السياسي.. ولا غاية وإنما هدف مرحلي لتحقيق أهداف أكبر! ولعل في ما حدث من انقلاب دراماتيكي في فكر الإسلام السياسي في الكويت تجاه دور المرأة السياسي، وذلك بعد إقرار حق المرأة في الانتخابات والترشح مؤشراً واضحاً على ما أقول! كما ان المنهج الثقافي والتربوي الاخواني يخلو من أي إشارة إلى ضرورة ترسيخ مبادئ الحوار مع الآخر وتعدد الرؤى وقبول الاختلاف.. في مقابل ثراء هذا المنهج بثقافات تعزز رفض الاختلاف والتعدد داخل الفكر الإخواني!
من المؤكد ان الحاضر العربي الجديد لا يخدم الاخوان ولا فكرهم.. كما ان المستقبل المقبل والمنظور لا يمكن أن يتقاطع مع ثقافة الفكر الاخواني.. وفكر الإسلام السياسي بشكل عام!
تعليقات