'واجبة ومستحقة'.. يوسف المباركي واصفاً مقاطعة الانتخابات
زاوية الكتابكتب نوفمبر 29, 2012, 11:50 م 759 مشاهدات 0
القبس
سأقاطع.. مقاطعون.. قاطع
يوسف مبارك المباركي
انقسم الشارع ما بين «قاطع»، أو «شارك» نتيجة إقدام السلطة على مغامرة تغيير آلية التصويت، خلافا لقرار المحكمة الدستورية القاضي بتحصين قانون الانتخابات، فذهبت الحكومة منفردة الى المحكمة الدستورية، كي تحصنه وفعلت العكس!
فالمقاطعة ليست مجرد امتناع عن التصويت، وإنما موقف سياسي ووسيلة راقية للتعبير عن الرفض، فالحكومة تحاول ان تدفع الناس بضرورة الذهاب الى المشاركة، كي ننتخب اعضاء، وبعدها يرفضون المرسوم! نسيت ان المشاركة تسبغ عليها الشرعية، بل قامت تسوق لهذا تحت ذرائع عدة، اذا انتم لم تذهبوا وتختاروا الافضل فسوف تنجح نسبة كبيرة من الاخوة الشيعة!
فالذي يرى ويسمع هذا الطرح قد يقتنع، ولكن ليس بهذا الاسلوب السمج، كالذي يضع السم في العسل، كي توصل اغلبية برلمانية لرفض المرسوم ان الحكومة بعدد وزرائها 16 + 20 عضوا تابعين لها، تحقق الاغلبية كي تمرر ما تشاء. ان المأزق الذي تمر به الحكومة اليوم نتيجة مغامرة طائشة لم تدرس رد فعل الشارع نتيجة منازعتها لارادة حق الامة باختيار ممثليها، وانا اذكرها بالجلسة الافتتاحية للمجلس التأسيسي في 20 يناير 1962، ثم تلاوة بيان من الوزراء (الشيوخ وعددهم 11) بالامتناع عن التصويت على الدستور، رغبة منهم في أن يتركوا للاعضاء المنتخبين هذا الحق، فالمتأمل من هذه الحادثة، ان النأي بالشيوخ أو السلطة بنفسها بعدم المشاركة باقرار الدستور، يستوجب على اي شخص، ألا ينازع الامة حقها في كيفية التصويت.
إن مقاطعة الانتخابات واجبة، بل ومستحقة، فهي رسالة تبين رفض الامة لمسلك السلطة، وبالتالي فالمجلس المقبل ليست لديه شرعية شعبية من خلال تدني نسبة الاقتراع، التي قد لا تتجاوز %35 إن لم تزوّر الانتخابات. اننا اليوم لسنا امام رأي قانوني، بل مزاج سياسي صرف، كي يبدأ مسلسل الانقضاض على المكتسبات الشعبية، وبعدها تقنين العبث. ان الحكومات السابقة ليست لديها خطة واضحة المعالم، والاوامر، فكيف لبلد ان يتطور، وهو يدار بعقلية القرون الوسطى؟!
ومن غرائب السلطة في هذه الانتخابات أنها أصبحت مفتاحاً انتخابياً للمرشحين، حيث سخّرت كل الامكانات من منابر المساجد والمسجات والاعلانات في الشوارع، وجعلت التلفزيون الرسمي ناطقاً لهم، وافتتحت قناة واذاعة جديدتين - كل ذلك - عشقاً وايماناً بالديموقراطية.
إن يوم السبت الموافق 1 ديسمبر 2012 حتماً سيكون من الايام البارزة في تاريخ الكويت السياسي، بتحقيق اعلى نسبة مقاطعة من الشعب لهذا المجلس الذي عبثت به.
السلطة، مشكلتها انها لا تقرأ التاريخ، لتستخلص العبر من التجارب السابقة، وكلها ارتدت عكسية عليها، وستنتصر ارادة الامة - بإذن الله - وبتكاتف جميع القوى السياسية والمجموعات الشبابية، شعارهم «قاطع ومقاطعون».
يا كويت، لا تحزني، غصباً على الآلام.. «بترجع وطن من جديد».
اللهم احفظ الكويت وشعبها ودستورها من المتآمرين، واجعل كيدهم في نحورهم.
تعليقات