مؤكداً تمسكه بالمقاطعة

القبس

لماذا سأقاطع؟

أنور جمعة

 

بعد غد يتجه الكويتيون الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس الأمة، ممن سيمارسون باسم - الامة - دور الرقابة والتشريع، الرقابة على اداء السلطة التنفيذية. ورغم ان المبدأ جميل أي العملية الانتخابية والغاية منها نبيلة، فانهم مع الاسف سيتجهون - أي المشاركون - للاختيار وفق نظام انتخابي خاطئ برأينا، نظام انتخابي اقر من قبل السلطة من دون اشراك للمعني الحقيقي به، أي الشعب، وهنا يكمن سبب واصل وروح معارضتنا لهذا القانون، فهو موقف سياسي اخلاقي مبدئي بصرف النظر عن الشق الدستوري الذي نتركه للمختصين. لذلك وبكل راحة ضمير، سأقاطع..

نعم سأقاطع هذه الانتخابات، لأنها ببساطة مسألة تخص الشعب من خلال ممثليه ولا يحق للسلطة التنفيذية - المعينة - الانفراد بتعديله. نعم سأقاطع الانتخابات لان دور مجلس الامة هو الرقابة على اعمال السلطة التنفيذية وتصحيح أي اعوجاج لها، لذلك لا نقبل ان تتدخل هذه «السلطة» بتشكيل مخرجات هذا المجلس والتدخل في عملية اختياره حتى لا يكون لدينا مجلس صوري لغرض التفاخر به في المحافل الدولية. نعم سأقاطع لأن حقي في اختيار ممثلي الامة انخفض من اربعين في المائة الى نسبة عشرة في المائة! وهو ما لا يقبله عقل ولا منطق. نعم سأقاطع لانهم بهذا القانون شككوا في قدرتي على الاختيار، فحرموني ورفعوا هذا الحق، كما انهم عاقبوني على خياراتي السابقة والمحوا الى ان الكويتيين لا يجيدون اختيار الافضل للبلد متى ما اعطوا مجالا في الخيار، وعليه فقط حصروا خياراتي وتفضلوا علي بصوت واحد، واحد فقط حتى لا اسيء للبلد وللناس، لأني، ربما، عاجز في نظرهم او طائفي او في احسن الاحوال قبلي. نعم سأقاطع لان الحكومة لا تنفك عن العبث بالنظام الانتخابي كلما ازعجها طرح وسقف المجالس، والتاريخ خير شاهد عيان. نعم سأقاطع، لان كل التيارات والجماعات السياسية مقاطعة ولديها الموقف ذاته من القانون، رغم اختلافها الفكري والسياسي الحاد. نعم سأقاطع لأننا بدل ان نتقدم في حياتنا الديموقراطية الى الامام نجدهم مصرين على سحبنا وبقوة الى الخلف، الى الفكر العشائري، الى سياسة السيف والمنسف. نعم سأقاطع لان صمتي اليوم ومشاركتي سيكونان علامة رضا وقبول لهم تعطيهم الحق وكامل الحق، مستقبلا، بتغيير القانون مرات ومرات كلما مارس المجلس دوره الرقابي والتشريعي. نعم سأقاطع لانهم لم يلتفتوا الى التنمية والقرارات الشعبية الا عندما تحل مجالس الامة او تزوّر.

نعم سأقاطع من اجل مستقبل ابني ووطني.

قاطع