محمد الدوسري محذراً: الحلول الأمنية مدمرة للأمة والشعوب!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 25, 2012, 11:57 م 714 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / الخوف من المشاريع الإصلاحية
محمد مساعد الدوسري
المتابع للأوضاع في طول وعرض عالمنا العربي، يلحظ وبوضوح حملة التشكيك والاتهام والتخوين لكل جهة تطرح مشروعا مستقبليا للدولة أو للأمة، وهو الأمر الذي لا ينفصل عن الخوف الفطري للإنسان من المجهول، فالإنسان عدو ما يجهل، وكل مشروع مستقبلي للأمة هو مجهول يتحول إلى عدو في عقل كل إنسان لا يتعامل مع العصر، ولا يتطور كما يتطور العالم من حوله.
الأمر المحزن والمؤلم أن تستغل بعض الأنظمة الحاكمة حالة الخوف الفطري لمواطنيها لمصلحة رغبات هذا النظام وطمعه ورغبته في الاستمرار في الحكم بلا أي نظرة مستقبلية أو خطط واستراتيجيات ترسم ملامح الدولة وما تريد في المستقبل، وهذا هو أصل البلاء وعلة العلل المستوطنة لدينا في العالم العربي، بالإضافة لبعض الدول الأفريقية فقط التي تتشارك معنا هذا التخلف المريع لأنظمة الدولة ودينامية حركتها التي بقيت على ذات الشكل منذ سنوات التحرر من الاستعمار الغربي حتى الآن.
لدينا في المشرق العربي، تنال حركة الإخوان المسلمين نصيبها من حملات التخوين والطعن والشتائم والحرب المعلنة، بسبب أمر واحد لا شريك له، وهو أن الحركة تعتبر التيار السياسي الوحيد في المنطقة الذي يحمل مشروعا مستقبليا للأمة، وناضجا بما يكفي لإدارة الشأن السياسي في العديد من البلدان العربية، بخلاف بعض المشاريع السياسية التي لم تنضج بعد، كما هو حال بعض الحركات السلفية كحزب الأمة والسلفية العلمية.
إن استخدام فوبيا الخوف من المستقبل لضرب كل الحركات الإصلاحية في المنطقة، سيكون سببا ومحفزا لتزايد الحركات المتطرفة، خاصة تلك الحركات الإسلامية منها، وهو الأمر الذي لا تجد الأنظمة الحاكمة في المنطقة غضاضة في التعامل معها، فهم يرون الحلول الأمنية كطريق سهل لوأد تلك الحركات، وفرصة لتعزيز الحكم الفردي المطلق الذي يحكم المجتمع مقابل الأمن الذي يوفره بالقوة، وهذا المسلك هو مسلك مدمر للأمة وللشعوب التي قد تقدر توافر الأمن مؤقتا، إلا أنها ستطالب بالخبز والكرامة في المستقبل القريب، وتنشأ حركات تحرر جديدة مشابهة للربيع العربي، وقد تكون أكثر دموية منه بعد سد الطرق الإصلاحية جميعها في وجه الشعوب.
تعليقات