الدعوة لإسقاط الحكم الملكي في الخليج دمار شامل.. بنظر ذعار الرشيدي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 25, 2012, 11:54 م 1027 مشاهدات 0
الأنباء
الحرف 29 / الملكيات الخليجية.. والمصلحة التاريخية
ذعار الرشيدي
الدعوة لإسقاط الحكم الملكي سواء في بلدان الخليج العربي او الأردن أو المغرب، هي دعوة للدمار الشامل في أي من تلك الدول، وعلى جميع المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتنموية والعلمية بل الحريات العامة أيضا.
ولنا في ليبيا ومصر والعراق أقرب مثال حول كيف كان سقوط الملكيات فيها هو بداية السقوط لكل شيء آخر، وللعلم تاريخيا كانت حرية الصحافة في مصر أيام الملكية مساحتها اكبر بكثير منها أيام الجمهوريات بعد الثورة، بل أكثر حرية منها اليوم أيام ما بعد ثورة 25 يناير، ويمكن لأي مؤرخ إعلامي أن يعدد مآثر الحرية الصحافية أيام الملك فؤاد وما قبله، ويقارنها بالتضييق عليها بعد ثورة يوليو، وعودتها إلى الحرية المقننة في عصر السادات وحسني مبارك، وبوادر وأدها فيما بعد خلال حكم الإخوان المسلمين اليوم.
هذا الحديث حديث تاريخي وليس رأيا شخصيا، ويمكن العودة إلى أرشيف صحيفة «الأهرام» المصرية مثلا لمعرفة كيف كانت الحريات العامة أيام الملكية وكيف صارت بعد ثورة يوليو.
في العالم العربي ثبت وبالدليل القاطع تاريخيا أن الحكم الملكي أفضل بملايين المرات من الحكم الجمهوري، ليبيا تحولت من الملكية إلى الجماهيرية الشعبية فضاعت وسط الحكم الاستبدادي، حتى بعد إسقاط القذافي، الشقيقة ليبيا بحاجة إلى 20 عاما حتى تتخلص من آثار الحكم الديكتاتوري الذي ارتدى قلنسوة الجماهيرية لأكثر من 3 عقود بعد أن قام على أنقاض الملكية السنوسية.
العراق أسقط ملكيته أيضا ودخل دائرة الجماهيريات والتي ظل معها لأكثر من 50 عاما أسيرا لحالة من عدم الاستقرار، حتى بعد دخوله حقبة الديموقراطية الجديدة لايزال يبحث عن نفسه، بعد أن أضاعته الجماهيريات على مدار خمسة عقود، والتي لولاها لكان العراق واحدا من أهم البلدان في العالم كله من حيث القوة الاقتصادية والبشرية.
نعم هناك بعض الممارسات الخاطئة في الدول التي تحكمها الأنظمة الملكية في جوانب ملحوظة، ولكن تلك الممارسات الخاطئة يتم تعديلها لاحقا من قبل الأنظمة بهدوء واستقرار شديدين حتى وان استغرق أمر تعديلها وقتا، ولكن تلك الأخطاء مهما بلغت لا تقارن بالكوارث السياسية والاجتماعية التي تترتب على التحول من الملكية إلى الحكم الجماهيري في البلدان العربية التي دخلتها الثورات منتصف القرن الماضي.
الدعوة إلى الثورة في أي بلد عربي يحكمه نظام ملكي هي دعوة للموت بل دعوة للانتحار على جميع المستويات، نعم هناك أخطاء، ولكن بمنطق القياس التاريخي إن دول الخليج العربي والأردن والمغرب هي الأكثر استقرارا وأمنا من الجمهوريات، بل أكثر أمنا واستقرارا وأعلى حرية من دول أوروبية لتوها خرجت من تحت عباءة الحكم الشيوعي.
توضيح الواضح: لم أكتب ما كتبته إلا ردا تاريخيا على بعض دعاة الخروج والثورة في الخليج العربي والأردن ومنهم من يحمل لقب «مفكر» وهو ابعد ما يكون عن التفكير المنطقي، مع احترامي لبعض ما يحمله من آراء.
توضيح الأوضح: في الكويت لا يوجد شخص واحد يطلب ولن يطلب الخروج على أسرة آل الصباح ولن يطلب أحد ذلك ولا بعد 100 سنة، وليس في بقاء الأسرة الحاكمة إلا مصلحة للجميع قبل أن يكون في مصلحة الأسرة الحاكمة.
تعليقات