دائرة المقاطعة تتصاعد وتتسع.. هذا ما تراه عواطف العلوي

زاوية الكتاب

كتب 760 مشاهدات 0


الكويتية

مندهشة  /  تليفزيون الحكومة.. يطلب الفزعة!

عواطف العلوي

 

بات مؤكَّدًا لي، دون أدنى شك، أن المقاطعة للانتخابات تسير بخط يتصاعد وبدائرة تتسع وبشكل جلي له دلالاته الواضحة، وهذا يلمسه كل من تابع تلفزيون «الحكومة»، ولا أريد أن أقول تلفزيون «الكويت» لأن المسمَّى الأول أكثر دقة، على الأقل في الفترة الراهنة. فالحملة الإعلامية المحمومة التي ينظمها التلفزيون، وطبعا كلمة «ينظمها» هنا مجازية فالأصل في برامجنا هو التخبط واللا تخطيط.. أقول تلك الحملة المحمومة لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات القادمة التي تحوم حولها شبهة دستورية ما هي إلا رد فعل يحاول أن يجاري قوة وحجم التوجه الشعبي المتزايد باطراد متسارع للمقاطعة. حملة إعلام مُدافع مستميت ويائس عن الموقف الحكومي الهش إبان الوضع الحالي، وليس دفاعا عن الديمقراطية كما تدعي!
لو كانت الحكومة تؤمن بالديمقراطية فعلا كما تقول وتتغنى ليل نهار، لجعلت أجهزتها الإعلامية على مسافة واحدة من جميع الآراء، المؤيدة والمعارِضة، المشارِكة والمقاطِعة، المادحة والمهاجِمة! أما أن تقتصر المقابلات والاستضافات لشخصيات مشارِكة أو تدعو للمشارَكة وتحجب الكاميرا والميكروفون عن كل صوت معارض ومقاطع.. فتلك لعمري هي دكتاتورية إعلامية وحجب للحقائق والصورة الواقعية عن الجمهور!
والمضحك في تلك الحملة أن الممثلين في تلك التمثيليات، أقصد الإعلانات، كشفت لكنتُهم الركيكة جنسياتهم وأصولهم! يبدو أنهم لم يجدوا كويتيين يقبلون القيام بتلك الأدوار!
 ثم يخرج علينا التلفزيون بدعاية انتخابية تقول: «إذا ما سمعنا صوتك شلون نقدر نفهمك»!! يا سلام، يبا اسمحوا لنا بالميكروفون بس ونصير لكم بلابل أرجنتينية!
ولا ننسى دور بعض أئمة المساجد و«المشايخ» الذين استعانت بهم وزارة الإعلام متراجعة عن دعواتها السابقة بعدم إقحام الدين في السياسة وعدم استغلال المساجد والمنابر لأغراض سياسية، فجعلت من خطبة الجمعة وسيلة لترويج دعوتها للمشاركة، وإظهار المشاركة وكأنها واجب ديني يُؤجر من يقوم به ويُؤثم من يتركه ويصلَى نار السعير لأنه خروج على طاعة ولي الأمر!
هذا عدا الرسائل النصية التي دوختنا بها وزارة الإعلام عبر الهاتف على مدار الساعة تحثنا فيها على المشاركة! بل إنها انتهكت براءة الطفولة باستخدامها أطفالا غير مدركين ما يُملى عليهم ليرددوه في تلك الإعلانات! هل يوجد تجاوز أعظم من ذلك؟!
أما أكبر سقطة للتلفزيون فهي رسالته التي تقول: «للكويت.. سأشارك»! رسالة يبتغي من ورائها الإيحاء إلى الناس بأن المقاطِع يفعل ذلك ليس لأجل الكويت! مشكلة إذا غابت الحكمة! ويطالبون بعدم التخوين والتشكيك في نوايا الآخر!
أتوقع ليلة الانتخابات.. سيقوم التلفزيون بعرض رسالة يقوم فيها الممثل بإسقاط عقاله على الأرض صائحا: تكفوووون صوتوا..!

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك