المشهد اليوم مخيف في مصر.. هذا ما تراه منى العياف
زاوية الكتابكتب نوفمبر 24, 2012, 11:52 م 813 مشاهدات 0
الأنباء
طوفة عروق / مصر على شفير حرب أهلية
منى العياف
ماذا يحدث في مصر؟!
المشهد مخيف في كل أنحاء مصر.. دماء تسيل وحرائق ومولوتوف في الميادين والشوارع، وكرّ وفرّ بين الشرطة والمتظاهرين، كأنها معركة تدور في شوارع مصر المحروسة!
ما الذي يفعله هذا الرئيس «المنتخب»، الذي تولى السلطة لأول مرة، عبر انتخابات توصف بأنها شرعية؟ لقد اعتلى حكم مصر منذ 30 يونيو الماضي، ومنذ ذلك الوقت والمراقبون يرون ان مصر تنتقل من أزمة إلى أخرى بسبب قراراته الكارثية، التي اتخذها منذ البداية، والتي بدأها بإلغاء حكم المحكمة الدستورية التي أبطلت مجلس الشعب، ثم تراجع وسط ردود أفعال القوى والتيارات السياسية، فإذا به يتخذ قرارا مستفزا بإقالة النائب العام وهو قرار ضد الدستور الذي ينص على عدم جواز إقالة النائب العام ولا عزله.
وهذا القرار ووجه برد فعل عنيف فتراجع الرئيس، وهكذا يتعثر من قرار إلى قرار آخر في خطوات تنسف أي محاولات إصلاحية.
***
لم يتوقف الرئيس ـ كالعادة ـ عند هذا الحد، بل عاود أول من أمس سيرته الأولى، عندما أقدم على إقالة المستشار النائب العام عبدالمجيد محمود ضمن حزمة إجراءات استثنائية تحصن قراراته، وتحصن مكاسب جماعته، من مجلس الشورى الى الجمعية التأسيسية من الحل أو الإبطال أو الإلغاء، حزمة إجراءات استثنائية منح بها الرئيس لنفسه صلاحيات مطلقة لا يراجعه فيها ولا يعترض عليها أحد في غياب السلطات الرقابية كالبرلمان والقضاء الذي لم يعد ـ والحال كذلك ـ رقيبا عليه، أو قادرا على التصدي لقراراته.
ماذا يعني هذا؟
يعني ان الرئيس يقول ببساطة انني الرجل الأوحد أمثل كل السلطات ولا سلطان علي! هذا هو المعني بأن الرئيس الفرد ضاق بالفصل بين السلطات وفضل ان يكون فوق الجميع، وفرض ما يراه من شريعة، ولو كانت شريعة الغاب، بذريعة الحرص والخوف وحماية ثورة 25 يناير من أي خطر يهددها!
***
اليوم بعد شهور قليلة على قيام هذه الثورة، يتوارى عن المشهد الثوار الحقيقيون، الذين اختطفت ثورتهم ـ كما أشرت مرارا ـ وانكفأوا للبكاء على دماء الشهداء التي سالت على أرض التحرير، وكيف تبددت أحلامهم بوطن ناهض متقدم حر عادل على أيدي جماعة الاخوان المسلمين وحكم المرشد العام الذي قال قبل ذلك «طز في مصر».. ببساطة لأن الهدف أكبر من حكم بلد؟!
بسبب الرئيس وجماعته وقراراته المستفزة توحدت المعارضة المصرية، وفصائل الشعب المصري كله ضده وضد الاخوان وضد الحرية والعدالة، الذين يعيشون اليوم زهوة نجاحهم ووصولهم الى السلطة في عدد من الدول العربية، متجاهلين ان الشعوب الحية لا يمكنها القبول بالعودة الى حكم الفرد، ولا يمكنها الرضوخ لأسلمة الحياة على النحو الذي يدعو إليه هؤلاء وأشياعهم، من هدم للهرم وتكسير لأبو الهول الى نفي وإقصاء الليبراليين وبينهم النساء اللاتي يجب عليهن ان (يدنين عليهن من جلابيبهن) وان يمكثن في بيوتهن للطهي والغسيل.
هذه التجربة المريرة من حكم الخمسة أشهر في مصر، كشفت حزب الاخوان، الذين لا يحملون مشروعا للنهضة، وإنما مشروعا لإحياء دولة الخلافة، يحلمون بذلك، مع ان الزمن لا يعود إلى الوراء، وهم ايضا لا يحملون مشروعا قائما على الفكر المستنير، وإنما يقوم على «السمع والطاعة»، مبدأ القطيع وليس مبدأ الحرية، وهي كلها مؤشرات تؤكد ان هذا الحكم الذي ثبت فشله لن يستمر طويلا، وستكون هذه التجربة المريرة في مصر وبالا على الإسلاميين في كل مكان، حتى في الكويت!
المشهد اليوم مخيف في مصر، فالجميع يترقبون ما سوف يحدث، وما ستسفر عنه الأزمة الحالية، والأصوب والأقرب الى الواقع ان يتراجع الرئيس عن إعلانه الدستوري، وإلا غامر بوضع بلاده على شفير الحرب الأهلية، فليته يتعظ من دروس التاريخ ويجنب شعبه هذا المصير!
***
أخيرا.. ألفت نظر المعارضة هنا في الكويت والإسلاميين بشكل خاص إلى انهم هللوا كثيرا بعد انتخابات الرئاسة المصرية وإعلان فوز الرئيس مرسي، وأذكرهم بأنهم قالوا: انتهى زمن الديكتاتورية، وحكم الفرد.. أليس هذا ما قلتموه؟! ماذا أنتم قائلون الآن في رئيس يفعل ما لم يفعله ديكتاتور آخر؟!
دعوني أسألكم بوضوح: كيف تعارضون مرسوما صدر من أمير دستوري ينظم حكمه وعمله الدستور، وصدر مرسومه وفق الدستور، وتحت رقابة من ممثلي الشعب في البرلمان المقبل، بينما تلتزمون الصمت عندما يجمع رئيس مصر ـ الذي يتبع نفر منكم مبادئ حزبه وجماعته الحاكمة في مصر ـ كل السلطات بيده بالمخالفة للدستور وفي ظل كل هذه المعارضة الواسعة من قبل الشعب المصري؟!
..والعبرة لمن يتعظ!
تعليقات