ألا يخشى أصحاب القرار من الأعتماد على النفط ؟؟؟

زاوية الكتاب

كتب 1672 مشاهدات 0


حتى بداية القرن العشرين كان العالم يعتمد على الفحم الحجري كمصدر رئيسي للطاقة , الى أن قرر ونستون تشرشل الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للطاقة في البحرية البريطانية في بدايات القرن العشرين بعد أن تم أكتشاف حقول نفط  ذات كميات تجارية كبيرة  في ( كندا، جزر الهند الشرقية، إيران وفينزويلا، المكسيك ) والتي سارع البريطانيين في إنشاء مصافي بها لإنتاج كميات ضخمة لاستغلالها حربيا وصناعياً .

بعد ذلك تم اكتشاف النفط في دول الخليج العربي ,بداية في البحرين ثم الكويت الى أن تم اكتشافه في جميع  دول الخليج العربي ,وتميز النفط الخليجي منذ أن تم اكتشافه الى يومنا هذا بسهولة وقلة تكلفة استخراجه من باطن الأرض عكس أغلب الدول الأخرى ذو تكلفة الأستخراج العالية ,  وفي 30 يونيو من عام 1946م  تم تصدير أول شحنة من النفط الكويتي الخام وبدأ يضخ ايرادات مالية غير مسبوقة لخزائن الدولة  ومنذ ذلك الحين إلى يومنا هذا يعتبر النفط المصدر الرئيسي لأيردات الدولة ,حيث أن ايرادات الدولة من النفط تقارب نسبة ال 95%  ,وهذه النسبة تعتبر الأعلى خليجيا وعالميا ,حيث كشف صندوق النقد الدولي قبل فترة وجيزة أن دولة الكويت هي الأكثر اعتمادا على النفط في العالم .

وهنا نجد ( مع العلم أن الجميع يعلم ) أن الكويت قد تكون في خطر شديد لأعتمادها الأساسي على النفط , وعدم البحث عن مصادر أخرى يعتمد عليها للأيرادات ولتنويع مصادر الدخل ,وقد تتعرض الأيرادات النفطية  الى مخاطر عديدة منها : أن لحقول النفط أعمار افتراضية وأن أختلف العديد من الأختصاصيين في تقديرها ولكنها  قد تنفذ في أي وقت لاسمح الله , ثانيا : قد تنقضي الحاجة للنفط  في أي وقت من الأوقات وقد لا نجد مشتري للنفط  أن تم أكتشاف مصادر طاقة بديلة تكون أرخص وأنظف من النفط ,حيث أن العديد من الدول والشركات العالمية الكبرى تقوم منذ أمد بعيد  بدعم مراكز البحوث العلمية في إيجاد مصادر طاقة بديلة عن النفط ( ذو التكلفة العالية بالنسبة لهم , والمتهم الرئيسي بالأضرار بالبيئة والمسبب الرئيسي لتأكل طبقة الأوزون وظاهرة الأحتباس الحراري )

وللاسف نحن نفضل الجهل على المعرفة , في الكويت منذ بداية السبعينات الى يومنا هذا والعديد يطالبون بتنويع مصادر الدخل وايجاد مصادر دخل أخرى يعتمد عليها غير النفط , ولكن للاسف نرى نسبة  الأعتماد على الأيرادات النفطية مقابل الأيرادات الأخرى تزداد عام بعد عام وكلما أزدادت نسبة الأعتماد على النفط  كلما أزداد معامل الخطورة حاضرا ومستقبلا .

الكاتب خالد محمد الردعان

الآن - رأي / خالد محمد الردعان

تعليقات

اكتب تعليقك