الامارات آخر دولة يمكن أن يشكل الإخوان تهديدا فيها.. فهيد البصيري مؤكداً
زاوية الكتابكتب نوفمبر 23, 2012, 12:41 ص 1077 مشاهدات 0
الراي
حديث الأيام / ماذا وراء الحملة على 'الإخوان'؟!
د. فهيد البصيري
هذه الأيام تشن وسائل الإعلام في العالم العربي من أقصاه إلى أدناه حربا ضروسا على تيار الإخوان المسلمين، والحقيقة أن هذه الحملات قديمة، قِدم تاريخ الإخوان ولكن من كان يقوم بها في السابق هم التيارات اليسارية والحكومات الاشتراكية، كعبد الناصر والبعث العراقي، ومع الزمن اضمحلت تلك التيارات وذهبت مع الريح التي ذهبت بالعالم الاشتراكي، ومات عبدالناصر، وسقط البعث، وقتل السادات في مصر، وأخيرا حفظ الرئيس حسني مبارك في السجن، وفي النهاية دخل الإخوان الانتخابات ومسحوا التيارات السياسية في مصر بالأرض وفازوا فوزا عظيما، وعندها حبس بقية العالم العربي أنفاسه فربما سيكون الدور عليهم.
ولكن هجمة هذه الأيام جاءت من الحلفاء التقليديين للإخوان أي من الغرب وبعض دول الخليج، ولا أدري ما الذي أصاب الأخ العزيز ضاحي خلفان أو ما الذي يراه ونحن لا نراه، فالواقع أن دولة الامارات العربية هي آخر دولة من الممكن أن يشكل التيار الديني تهديدا فيها.
والإخوان... يا إخوان... ليسوا سوى أبناء ثقافتنا الإسلامية العريقة ولم يأتوا بفكر جديد، فهم يدينون بالإسلام وعلى المذاهب الاربعة، وينطلقون من قال الله وقال رسوله، بل إن الإخوان لم يعودوا إخوانا وعلى قلب رجل واحد، فقد تقطعت بهم السبل وفرقتهم السنون، وأصبحوا شيعا وأحزاباً، لها أول وليس لها آخر، فمنهم من (تأسلف) وأصبح سلفيا، ومنهم من تصوف، ومنهم من كفَّر عباد الله وهاجر وشكل جماعة التكفير والهجرة، ومنهم من أصبح (مُبلغا) أي من جماعة الدعوة والتبليغ، ومن بقي منهم آثر السلامة وأخذ يجيد اللعبة السياسية. ولذا تجد حركة الإخوان في الكويت اسلامية على قبلية على مؤسسة مالية، وحركة الإخوان في مصر إسلامية على مالية على أزهرية، وحركة الإخوان في السعودية أقرب للسلفية، وحركة الغنوشي اسلامية على ثقافة فرنسية...
ولكن أهم ما يميز حركة الإخوان بعد نضوجها وبعد السنين الطويلة التي قضتها في السجن، أنها أصبحت أكثر مرونة ووعيا بالواقع وأكثر حذاقة في التكيف معه، وهو ما يعتبر نضجا سياسيا بكل المقاييس. وحالهم كحال أي تيار سياسي آخر يسعى لمصلحة أعضائه، ولكن على الطريقة الإسلامية، وهذا معقول ما دام يؤمن ويطبق قوانين اللعبة السياسة.
والأحزاب السياسية والدينية ليست كلها خيرا وليست كلها شرا، فهم إن صعدوا بشرا وإن نزلوا بشرا، وبالتالي منهم من يؤمن بأفكار حزبه ويحرص على تطبيقها متفانيا لوجه الله، ومنهم من يؤمن بأفكاره وبالمرة مصلحته الشخصية ويطبقها وهؤلاء هم الأكثرية، والأحزاب هي الطريقة السهلة للوصول للسلطة والثروة، أما إذا كنت مثلي محايدا، معاندا كثير الأذى، فلن تكسب سوى نفسك وهو بيت القصيد. فلا تذهبوا بعيدا في الحكم علي، فأنا لست من الإخوان، ولكنني أحب الأخوان، ولم أكن يوما سلفيا أو حنفيا، ولم أتحول بقدرة قادر لشيعي، أنا رجل منكم، ولكنني أرى أن محاربة تيار الإخوان المسلمين والذي يعتبر تيارا معتدلا وفي هذه المرحلة بالذات، يثير علامة استفهام كبيرة، فقد ينتهي بكم المطاف إلى توجيه الناس للتيارات الإسلامية المتطرفة، ولسبب بسيط هو أن الناس مسلمون بالفطرة، والإسلام فيكم... فيكم، فالأمة العربية ورغم ثورة الربيع العربي ما زالت تبحث في الإسلام، وحول الإسلام، وما هو الإسلام الصحيح؟ وما هو الإسلام المريح؟ ومن هو المسلم الحق؟ ومن هو المسلم العق؟
فهل تتوقعون من الشعوب أن تتحول للعلمانية لمجرد محاربة حزب الإخوان؟ ونصيحتي وبما أننا لسنا أنظمة علمانية: هي أن نصبح إخوانا للإخوان وأن ندعم التيارات المعتدلة التي تؤمن بالديموقراطية، لأن محاربة التيارات المعتدلة ودعمها هو أنسب الحلول لقطع الطريق أمام التيارات المتطرفة، وفي ظني أن من دفع الخليج إلى محاربة التيارات الاسلامية المعتدلة يقودهم للتطرف من حيث لا يدرون وربما يمهد لإشعال الطائفية في المنطقة.
تعليقات