الدولة هي قبيلتنا.. هكذا يعتقد خالد طعمة

زاوية الكتاب

كتب 780 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  بين الدولة والقبيلة

خالد طعمة

                   

عندما نقرأ ونتصفح كتب التاريخ فإننا نكتشف بأن القبيلة كانت أقدم تاريخياً من الدولة، والدولة عبارة عن مفهوم أحدث وتسمية لنظام إداري متطور تضم في حدودها المكونات البشرية الاجتماعية بمختلف صورها وأشكالها بما فيها القبيلة، وإذا ما أسقطنا المفاهيم بمعناها المحدد على الدولة والقبيلة سوف نلاحظ تشابهاً كبيراً بين الاثنين، يعيش الفرد داخل القبيلة في كنفها حتى تحتضنه وتأويه تدافع عنه ويدافع عنها يحمل اسمها والولاء يكون لها وتعتبر حياته بأكملها تحت لوائها، في حين نجد أن الدولة وهي التكوين البشري الأحدث تتولى الدور ذاته الذي تقدمه القبيلة لأبنائها.
إذاً كيف يمكن أن تكون القبيلة بكل ماتحويه من معانٍ تحت كنف وحماية الدولة؟ لا ننكر أن تغيير معنى القبيلة ببطونها وأفخاذها عملية صعبة واقعياً ولكنها متطلبة في عالم اليوم بعد أن شاهدنا (البعض) يغلب ولاء قبيلته على وطنه ويحاول أن يجعل من وطنه خصماً في بعض الأحيان حتى ينتصر لقبيلته التي لا يمكنها أن توفر له اليوم ما وفرته له الدولة ابتداء منذ فترة ما قبل الولادة مروراً بمراحل الحياة المتعددة، وأنا شخصياً لا ألقي اللائمة على هؤلاء (البعض) بل ألقيها وبشكل أكبر على المسؤولين الذين قاموا بتدعيم فكرة أن القبيلة هي من سوف تجلب إلى المنتمي لها ما تبقى له من حقوق لم يأخذها بعد، حتى نجد أن هذا المسؤول ساهم بطريق مباشر وآخر غير مباشر في صنع وإيقاظ عنصرية يتحقق من خلالها ما يعرف بنيل الحقوق.
هذا المسؤول هدم بيده مفهوم الدولة وتواطأ مع أقرانه في التفرقة بين أصحاب الحقوق حتى ميز بين أبناء القبيلة الواحدة وأيضاً أبناء القبائل الأخرى مطوعاً الصلاحيات التي بالإمكان أن تفتح لجميع المواطنين أي كان مكانهم الاجتماعي.
إن تدارس مثل هذه القضية ممن بيدهم المسؤولية ومن ثم اتخاذ القرار بالتطبيق المتساوي هو الحل الأمثل لوأد هذه العصبية التي يأباها الإسلام والقانون والقيم، ونود أن نقول للبعض من أبناء القبائل إن الدولة هي قبيلتنا ولا بأس من الاحتفاظ بقيم وعادات القبائل المتنوعة ولكن لابد من التآخي والتواد والتقارب لأجل الدولة لأنها باختصار شديد قبيلتنا.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك