بقاء 'إسرائيل' بات مقولة يجانبها الصدق والصواب.. سامي خليفة مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 1263 مشاهدات 0


الكويتية

صواريخ إيران.. وغزة!

د. سامي ناصر خليفة

 

عند الحديث عن حصار الصهاينة الظالم لأهلنا في غزة والتقاعس العربي الواضح في مواجهة تلك العنجهية، لا نستحضر أمامنا قوة داعمة ومساندة شريفة وصادقة تمثل مشهد العزة والكرامة والبطولة بكل ما تحمل تلك الكلمات من معنى إلا في حزب الله اللبناني، هذا التنظيم الجهادي الذي منذ تأسيسه وهو يستهدف الكيان الصهيوني لإضعافه تمهيداً لإبادته، وكيف لا وكل المؤشرات تدل على أنه في تطور نوعي متزايد لقوته مقابل ضعف كمي متزايد لعدوه وفي كافة الأصعدة. 
 حزب الله الذي بدأ عمله حين خلد الآخرون إلى الراحة، فكان جل همّه بعد توقف حرب الصهاينة على غزة الأبية عام 2005م وإلى يومنا هذا في التفنن بإيجاد الطرق والوسائل التي تمكّن فصائل المقاومة الفلسطينية من الصمود ومواجهة العدو حين يقرّر من جديد إشعال الحرب على غزة المحاصرة. فكان يرسل المجاهدين في السر والعلانية وفي الليل والنهار، براً وبحراً، وعلى طول الحدود المصرية والإسرائيلية، في سباق بينه وبين الزمن فيتعرض بعض أنصاره للاغتيال من قبل الصهاينة وهم يعبرون الحدود إلى غزة المحاصرة، وآخرون اعتقلوا من أنظمة عربية كالأردن ومصر ما قبل الثورة لنفس الغرض.
 ومع سنوات الحصار الظالمة عندما كان زعماء دول «الاعتدال» العربي يهرولون باتجاه العواصم الغربية طمعا في ترتيبات مشاهد السلام المهينة، كانت إيران تجهز صواريخ الردع الاستراتيجي، فيستلمها رجال المقاومة اللبنانية في حزب الله، ليبحثوا بدورهم عن ثغرة هنا أو مدخل هناك لإيصالها إلى فلسطين المحتلة عبر شبكات نقل معقدة احتار فيها الصهاينة قبل غيرهم، وها نحن اليوم نلمس النتيجة بكل عز وفخر حين يقابل المقاوم المجاهد الفلسطيني الصهاينة بمعادلة جديدة فيها توازن للرعب، وتلك هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني حيث منطق العين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص.
 فها هي اليوم قوات العدو وأبطال المؤامرة في تل أبيب يفاجؤون بتزايد قدرة الردع لدى المجاهدين الفلسطينيين وتنامي التهديد الاستراتيجي لأمن المدن المحتلة وسلامة المستوطنين هناك، وتلك هي الطامة الكبرى حين يعجز الصهاينة عن صد الصواريخ الإيرانية التي أوصلها المقاومون في حزب الله والتي يطلقها المجاهدون في غزة على رؤوس المحتلين، مما يعطي طعما مميزا أقرب إلى العلقم على هؤلاء القادة. إنها بداية شعور الصهاينة أن الأمور فعلا تغيرت عن السابق وأصبحت وعود إيران اليوم بزوال إسرائيل أقرب إلى الحقيقة المرّة التي يستشعرها الصهاينة أكثر من غيرهم، وخاصة مع تبدل الأنظمة الموالية للغرب بأنظمة شعبية قد تعيش اليوم اضطرابا سياسيا نتيجة لتبدلات في مواقع القدرة والقرار فيها، ولكن الأمر بالتأكيد في المستقبل القريب ليس في صالح الصهاينة إذا ما تمكنت تلك الثورات من العمل معاً في تلبية دعوات النصرة التي تبث من أهلنا في فلسطين المحتلة ابتداء من غزة المحاصرة.
 وها هي اليوم غزة الأبية تقدم، بإرسال صواريخها النوعية إلى المدن المحتلة، رسالة مهمة للعالم كله مفادها أن حقيقة بقاء «إسرائيل» على قيد الحياة باتت مقولة يجانبها الصدق والصواب. لذا كل الشكر لرجال الله في لبنان الذين يجنون اليوم ثمار جهودهم لسنوات طويلة ليكشفوا لنا عن حقيقتين مهمتين: الأولى أن اللاعب الحقيقي الذي يسعى لخدمة أهلنا في فلسطين المحتلة وان تطلب الأمر دفع الثمن غاليا هم دول الصمود والممانعة التي ترأسها إيران ومعها فصائل المقاومة والجهاد ابتداء من حزب الله اللبناني ومرورا بحركة حماس والجهاد الإسلامي. أما الحقيقة الثانية فهو في الأدوار المشبوهة التي يقوم بها بعض الزعماء العرب باتجاه حكومات العدو ويكفي ما سمعناه عبر وسائل الإعلام من مؤامرة مشبوهة ضد شعبنا الفلسطيني في وضح النهار باسم جرهم إلى استسلام مذل على الطريقة الساداتية. 
لقد انكشف الغطاء واتضحت الشواهد على أرض الواقع، وها هي قوى المنطقة تجني ثمار عملها بين خانع خاضع وبين مجاهد مرابط، فهل من مذكر.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك