النسبة الأعلى من الكويتيين فقراء.. بنظر محمد الشيباني

زاوية الكتاب

كتب 135 مشاهدات 0


القبس

من للفقراء الكويتيين؟!

د. محمد بن إبراهيم الشيباني

 

السامع بغنى الكويت من الخارج، وبكثرة فلوسها يتمنى أن يكون له نصيب العمل فيها، من أي عمل كان، مادامت الفلوس في الشوارع على نحو ما قال أحدهم: أتيت على ضوء تلك الإخبارية أو المعلومة! فبعت ما ورائي ودوني واشتريت كرت الزيارة بما يفوق الألف دينار من الوسيط في بلدي، المتصل بتاجر الإقامات في الكويت، لكن المفاجأة أن لا فلوس في الشوارع، ولا أعمال متحصلة، بل إن الكويتيين أنفسهم من خريجي الجامعات الحكومية والأهلية والمعاهد التطبيقية يقبعون في البيوت، وقد وصل عددهم إلى عشرين ألف طالب وظيفة من البنين والبنات!

والأدهى والعجب العجاب من الذي رأيناه أن ليس كل الكويتيين بيوتهم فارهة وكبيرة وجميلة، بل رأينا في المناطق الداخلية والخارجية بيوتا تسمى بيوت الدخل المحدود، كأنها الصناديق من صغرها وضيقها، وإذا أراد أحد الأبناء الزواج فلا يجد له مكاناً، فيضطر الى ان يقوم بتوسعة هذا الصندوق عن يمين وشمال وفوق، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، لا يملك مبلغ هذا الترميم أو الزيادة، فيضطر لى أن يستلف من بنك التسليف الحكومي إن كان بقي له شيء عند البنك، وإلا فإنه يضطر إلى أن يستلف من بعض البنوك الأخرى الربوية والمرابحية، وبالزيادات الفاحشة، وإلا فعليه أن يؤجر مسكنا في محيط منطقته أو غيرها، تكون شقة مكوّنة من غرفتين أو ثلاث بإيجار شهري يفوق الخمسمائة دينار فأكثر! هذا هو الجزء الآخر من كويت الفلوس، كويت البترول، جزؤها الأكبر، أي النسبة الأعلى من شعبها فقراء أو متوسطو الحال، وهذه هي حالته! قلت في نفسي: أنا الوافد لن أقول شيئا بعد ذلك، وعليه العوض على ما دفعته من مبلغ للإقامة الذي بلعته الحصّالة التي اسمها تاجر الإقامة، لا أفلح الله حاله في الدنيا والآخرة، وجعل الفقر بين عينيه أبد حياته.. والله المستعان.

* * *

• المر.

«ما يحدك على المُرّ إلا الأمرّ منه»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك