شركات التأمين تنتظر الأثر الكامل لإعصار ساندي بقلم أليستار جري

الاقتصاد الآن

551 مشاهدات 0


عشرة أيام مضت منذ أن دمر إعصار ساندي الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ولا يزال المستثمرون في شركات التأمين ليسوا على وعي إلى حد كبير بحجم الخسائر التي تواجه الصناعة.

على الرغم من أن هناك احتمال أن تصنف العاصفة ضمن الثمانية الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة، يتصارع مقدروا حجم الكارثة للقول ما إذا كانت العاصفة ستصبح بالقرب من قمة أم من نهاية قائمة الخسائر. تراوح التكاليف المقدرة لشركات التأمين بين أقل من عشرة مليارات دولار وأكثر من ضعف ذلك المستوى.

عادة ما تعاني شركات التأمين تحديد التكاليف بعد مثل هذه الواقعة، لكن وكلاء شركات التأمين يقولون إن ''ساندي'' قد أثبت وضعا حرجا بشكل خاص.

يقول دينوس لوردانو، المدير التنفيذي لشركة أرك كابيتال – مجموعة التأمين – ''هذه عاصفة معقدة بقضايا معقدة''.

سلط مقدرو حجم الكارثة الضوء على الصدمة المباشرة على الطرف الجنوبي من مانهاتن، التي فيها تركيز كبير على نحو غير عادي من العقارات ذات القيمة العالية.

''إنها ستتصرف بشكل مختلف من أبسط الأشياء و حتى النموذج''، كما يقول روبرت موير وود، الرئيس التنفيذي للأبحاث في ''أر إم إس'' – إحدى الشركات الرئيسة للتنبؤ بالكوارث. ويضيف: ''كثير من مساحة المكاتب ليست موجودة لكي يتم استخدامها، بما في ذلك بعض مباني المكاتب الكبيرة في نيو يورك''.

تقول شركة أر إم إس إنه من المبكر جدا تقديم تقديرات للخسائر يعتمد عليها.

وقد قدرت ''إيكيكات'' – وهي شركة أخرى متخصصة في تقدير المخاطر - خسائر إعصار ساندي المؤمن عليها ما بين عشرة مليارات دولار و20 مليار دولار، والخسائر الاقتصادية ما بين 30 مليار دولار و50 مليار دولار. و مع ذلك، فقد حذرت الشركة بقولها: ''لا تزال هناك أجزاء من البلد دون طاقة بسبب العاصفة مما يؤثر في أرقام انقطاع الأعمال''.

وهناك سؤال آخر أثارته شركات التأمين وهو ما إذا كان إعصار ساندي بالفعل هو ما بعد الإعصار المداري، كما صنفه المركز القومي للأعاصير. وقد وضعهم ذلك على خط مليارات الدولارات لمطالبات إضافية.

صيغ السياسات السكنية النموذجية في الولايات المتحدة تعني أنه يلزم عادة على أصحاب المنازل الدفع نقدا بأنفسهم من أجل مبلغ أكبر، قبل أن تدفع شركة التأمين، عندما تكون العاصفة قيد النقاش إعصارا.

يقول لوردانو إن عدم القدرة على استخدام خصومات الإعصار سيرفع الخسائر إلى شركات التأمين ما بين 30 و 20 في المائة. و يقول محللون أن المنطقة المتضررة كانت واسعة جدا لدرجة أن قياسات سرعة الرياح اختلفت في مناطق مختلفة – مما دفع شركات التأمين للتشكيك في تعريف العاصفة عندما وصلت إلى الأرض.

''عادة ما يكون ذلك واضحا أكثر قليلا''، حسب ما يقول دينيس سوجرو – مدير في شركة إس آند بي إنشورانس ريتينجس. ''كان ذلك في بداية أن يصبح إعصارا سيكون هناك نقاش حول ذلك''.

ويضيف: ''سيؤدي ذلك إلى الكثير من الحيرة. فإنه من الصعب أن تصيغ هذا النوع من الأشياء''.

هناك سؤال آخر كبير في تحديد التكاليف لشركات التأمين وهو عدد أصحاب المنازل الذين قرروا متابعة الإجراءات القانونية ضد شركات التأمين الخاصة بهم.

الأضرار الناجمة عن الفيضانات ليست عادة ما تكون مغطاة من قِبَل سياسات سكنية قياسية - على الرغم من أن بعض الأسر قد تكون محمية عن طريق نظام التأمين الذي تموله الحكومة.

دفعت الخلافات حول ما إذا كانت الرياح أم الفيضانات هي التي سببت خسائر، إلى ظهور دعاوى قضائية بعد إعصار كاترينا في عام 2005.

يقول باول برجر – محام في مجموعة المحاماة الخاصة بالإعصار: ''إنها ستكون نقطة الخلاف الكبيرة – و إنها ستقيد المحاكم لسنوات''.

ويضيف 2020: ''هو توقعي'' لوقت حل الدعوات القضائية بشأن هذه القضية.

ومع ذلك، فإن موير وود من شركة أر إم إس يقلل من هذا الخطر خاصة، لصناعة التأمين لأن التوازن بين اندفاع العاصفة و ضرر الرياح كان غير عادي في حالة إعصار ساندي. ويقول: ''ضرر الرياح خفيف جدا بشكل نسبي''، مما ينبغي أن يقلل خطر النزاعات المنتشرة حول مطالبات الفيضانات المتوقعة. وفي الوقت نفسه يحذر المحللون من أن التقديرات الأولية لديها ميل إلى أن ترتفع في الأسابيع التي تلت هذه الكوارث. في النهاية وافقوا على أنه مهما كان الحساب النهائي، فينبغي أن تكون الصناعة بشكل عام قادرة على تحمل الصدمة دون الكثير من الآلام.

في نتائج الربع الثالث التي نشرت في الأيام الأخيرة، تجاهلت شركات التأمين وإعادة التأمين الأوروبية المخاوف بشأن تكلفة إعصار ساندي. رفعت ''ميونيخ ري'' و ''هانوفر ري'' توقعات أرباحهم، بينما قالت ''سويس ري'' إنها من المحتمل أن تدفع حصة خاصة.

ويقول محللون إن النجاحات الكبرى ستتم من جانب شركات التأمين الأمريكية الأولية بما فيها ''أولستيت''، ''ستيت فارم''، و ''ترافلرز''. ولكن حتى ضمن هذه الشركات فقد كان المستثمرون غالبا باردي الأعصاب. ومنذ إعادة فتح الأسواق، خسرت الأسهم في أعلى العقارات الأمريكية وشركات التأمين ضد الإصابات والكوارث 0.2 في المائة فقط أكثر من مؤشر ستاندارد آند بورز 500 .

وقد أشار بعض المحللين إلى أن إعصار ساندي سيفيد صناعة التأمين ككل، على الرغم من أنه نظرا للتكلفة البشرية للكارثة، فإن المديرين التنفيذيين مترددين في قول ذلك علانية.

اعتادت أسعار التأمين أن ترتفع بعد أن قامت الصناعة بعمل تعويض مالي، حيث إن شركات التأمين الأضعف خرجت من السوق، مقللة بذلك المنافسة بين التعويضات الباقية. قويت الأسعار بعد إعصار كاترينا في عام 2005، على سبيل المثال.

على الرغم من أن الصناعة في العام الماضي تحملت واحدة من الكوارث الطبيعية الأكثر تكلفة بشكل رسمي، فإن الأسعار قد ارتفعت بشكل متواضع منذ ذلك الحين لأن الصناعة ما زالت تستغل بشكل جيد.

تقول وكالة فيتش: ''إن إعصار ساندي ليس من المحتمل أن يرجح كفة الميزان نحو سوق عقارات وعر، لكن من المحتمل بشكل أكبر أن يعزز استمرار اتجاهات تسعير ملائمة في عام 2013، و خاصة في أسواق العقارات في الولايات المتحدة''.


خسائر وشيكة لقطاع الأعمال


تعويضات انقطاع الأعمال قد تكون مسؤولة عن الجزء الأكبر من الخسائر التي تتحملها صناعة التأمين من إعصار ساندي، حذر وكلاء شركات التأمين.

اعتادت هذه المطالبات تاريخيا أن توضح نحو الخمس من خسائر التأمين عموما في أعاصير الولايات المتحدة الماضية، مثل إعصار كاترينا. لكن يتوقع المحللون تعطلا أكبر في سلسلة التوريد في حالة إعصار ساندي.

وقالت وكالة فيتش أمس، ''تؤثر العاصفة الهائلة في مجموعة واسعة من الشركات في المناطق المكتظة بالسكان، و تشمل البيع بالتجزئة، مكاتب الشركات، التصنيع، ومصانع الطاقة''.

وكالة التصنيف سلطت الضوء على أنه في زلزال اليابان، وإعصار سونامي، وفيضان العام الماضي في تايلاند، استخف مقدرو الخسائر بالمخاطر الناجمة عن انقطاع الأعمال.

ميناءا نيويورك ونيوجيرسي هما أكثر موانئ الحاويات ازدحاما في الساحل الشرقي في الولايات المتحدة. تشير شركة التأمين، ''زيوريخ''، إلى أن أكبر شركات التجزئة في الولايات المتحدة، المصنعون، و الموزعون يعتمدون على البضائع المستلمة على طول الساحل الشرقي، ولهذا فإنهم تأثروا بقوة.

''فيضانات تايلاند – و التي سببت مشكلات عالمية في سلسلة التوريد في العام الماضي – أثرت بشكل رئيس في صناعة معينة، وهي صناعة الإلكترونيات الفائقة تكنولوجيا''، حسبما تقول: ليندا كونراد، مديرة مخاطر الأعمال الاستراتيجية لأمريكا الشمالية في شركة زيوريخ. وتضيف معلقة: ''سيؤثر ذلك في قطاعات صناعة متعددة – نظرا لمحاور النقل''.

مجموعة الخسائر الناجمة عن انقطاع العمل ستعتمد في جزء كبير على مدى سرعة استئناف العمليات في الشركات. وألقت وكالة فيتش الضوء على الخسائر غير المعروفة الناتجة عن الانقطاع، قائلة: ''يتضمن سيناريو أكثر بعدا و شدة لخسارة مؤمن عليها بـ 40 مليار دولار، والتي من الممكن أن تقترب من مستويات خسارة إعصار كاترينا''.

لكن وكالة التصنيف أضافت أن هذا المستوى قد ضُم: ''بغرض تحليل عدم الاستقرار فقط، ولا يمثل النطاق توقع وكالة فيتش لخسائر مؤمن عليها''.

 

 

الآن:الاقتصادية

تعليقات

اكتب تعليقك