مبارك الهاجري متسائلاً: الى أين نحن ذاهبون؟!
زاوية الكتابكتب نوفمبر 2, 2012, 11:26 م 1095 مشاهدات 0
الوطن
تأبط رأياً / العنف في مواجهة الرأي!
مبارك بن شافي الهاجري
حول ما يحدث في الكويت هناك اختلاف كبير بين الناس. هذا الاختلاف كان من الممكن ان يُستثمر وان يُنتج فكراً سياسياً جديداً، يقود الكويت الى مزيد من الديموقراطية. لكنه، للأسف، يفعل غير ذلك، نظراً للعنف الذي يواجه به المختلفون بعضهم البعض.
أنا هنا لا أتحدث عن العنف الذي تمارسه قوات الأمن على الناس، وانما عن شكل آخر، انتشر بين المواطنين، وصار يتحكم في مشاعرهم، ويطغى على كل حواراتهم!
لا يمكن ان تتطابق أفكار الناس في كل شيء. لكن الحاصل في الكويت ان كل صاحب رأي يريدك ان تحمل رأيه أو سوف يكون عدوا لك «يجتويك وتجتويه «كما يقول الشاعر الجاهلي المثقب العبدي.
هل أنت مع المعارضة؟ ان قلت: لا، فإنك تضع نفسك في خانة الأعداء، وستكون انبطاحياً، وغير حر، و…، و…!
وان كنت ترى ان الحكومة مخطئة، وان المراسيم الأخيره غير شعبية، فانك، أيضا، ستكون في خانة الأعداء، وفي عداد المعارضين، وربما توصف بصفات أخرى أقلها أنك غير وطني!
هذا العنف يمارسه الطرفان على بعضهما البعض، وعلى الآخرين، الذين لا ينحازون لأي منهما! وكلٌ منهما أيضاً يدّعي بأنه يحمي الديموقراطية!! اذا كانت الديموقراطية هي السعي لإلغاء الآخر، فما النتيجة؟
لابد ان يكون هناك تفهُّم للطبيعة الانسانية، لا يمكن أبداً ان أكون أنا أنت، ولا يمكن ان تكون أنت أنا. يجب ان نختلف، ومن المفيد ان نختلف، كي يصحح بعضنا أخطاء بعض.
مازال العنف في الكويت لفظيا، من ناحية الناس على الأقل، لكنه سوف يتطور، ويتحول الى شكل آخر، اذا استمرت نبرة الخلاف في الارتفاع بهذا الشكل. قل: المعارضة أخطأت في كذا وكذا، وانظر واسمع كم من الغضب الذي سوف تُرشق به من عيون الناس وأفواههم! لا يمكنك ان تتبنى رأيا لا يريدونه!
حاولت ان أحلل هذا الواقع لأعرف أسبابه فلم أجد سببا وجيها غير غياب الثقافة.
نعم، ان الأمة التي يقسمها الاختلاف بهذا الشكل العنيف أمة غير مثقفة. على الدولة ان ترعى الثقافة، وان تنظر اليها على أنها ركيزة أساسية من ركائز التنمية، وليست ترفا أو نشاطا عارضا نشارك به في المحافل الدولية.
في سنين مضت كان العاملون في السياسة، على اختلاف مواقعهم ومناصبهم يتجهون للكتابة في الشعر والمسرح والقصة، وبعضهم يتجه للفن التشكيلي. الآن صار المثقفون والكتاب والشعراء والفنانون ينخرطون في السياسة. أصبح المجتمع كله سياسيا، وصار الناس كلهم يتحدثون في السياسة.
الى أين نحن ذاهبون؟ لا أدري!
تعليقات