'مستحيلة'.. ذعار الرشيدي واصفاً الرقابة على 'تويتر'

الأنباء

الحرف 29  /  وزارة 'تويتر'.. ومؤلف كاذب

ذعار الرشيدي

 

ان من يريد فرض رقابة أمنية على «تويتر» بالضبط كمن يريد ان يضع حارس امن ورقيبا على فم كل مواطن يمتلك حسابا في تويتر، ولا اعتقد ان وزارة الداخلية تمتلك العدد الكافي من رجال الامن لتطبيق هذه الفكرة المستحيلة، لذا لم توفق «الداخلية» في بيانها الاخير حول فرض رقابة على تويتر، خاصة انها لو ارادت تكييف تهم ضد كل شخص خرق القانون «قولا» او «كتابة» على تويتر لكان عليها ان تحاسب اكثر من 2000 مغرد يوميا، وهذه فكرة اخرى مستحيلة وغير قابلة للتطبيق واقعيا.

***

عند تغطيتي للمؤتمر الاوروبي الآسيوي العاشر الذي اقيم في كازاخستان الشهر الماضي شاركت في ندوة بعنوان «تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي»، وأجمع المتحدثون في تلك الندوة على انه يستحيل على اي حكومة في العالم ان تسيطر على تدفق المعلومات من شبكات التواصل الاجتماعي، كما اجمعوا على ان شبكات التواصل الاجتماعي كـ «تويتر» مثلا اصبحت جزءا من الثقافة العامة للشعوب، بل ذكر صحافي اميركي ان تويتر اصبح جزءا من الرغيف اليومي ومنعه او محاولة حجبه يشبه تماما منع المياه عن السكان، لذا على حكومتنا او وزارة داخليتنا تحديدا ان تنتبه الى ان تويتر اصبح جزءا من الحياة اليومية الطبيعية للشعب، ومحاولة التدخل فيها عبر فرض الرقابة او المنع او «التهديد» ليست بأكثر من محاولة فاشلة اخرى تقدم عليها وزارة يبدو ان من يكتب بياناتها لا يعي تماما ان عالم «الاعلام الرسمي» قد انتهى منذ 5 سنوات، وان تدفق المعلومات الآن اصبح متاحا للجميع، لذا من غير المناسب المواجهة بـ «بيانات» تعود الى عصر الستينيات عندما كانت لدينا صحيفة واحدة وتلفزيون بقناة واحدة وراديو بموجتين قصيرة ومتوسطة، واضح يا «كاتب البيانات».

***

أهداني دكتور كتابا قام بتأليفه، يذكر فيه انه عاش في الكويت 25 عاما، وفي الجزء الثاني من الكتاب يصف الشعب الكويتي بأنه شعب «سيئ الاخلاق»، طيب يا أخي ربع قرن وانت تعيش في بلد تصف شعبه بـ «سوء الاخلاق»، فواحدة من الثنتين، اما انك شخص سيئ الاخلاق واعجبك الوضع، او انك كاذب.. وشخصيا انا ارجح الصفتين فيك، ولولا ان الشعب الكويتي شعب طيب لما سمح لك بأن تعيش بينه طوال تلك الفترة وانت تصفه ظلما بـ «سوء الاخلاق» خاصة ان كتابك اصدرته في العام 2000.