من يتحدث عن الفساد فليكن أهلا لمحاربته!.. برأي أسامة الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 1132 مشاهدات 0


القبس

من يتحدث عن الفساد فليكن أهلا لمحاربته!

أسامة ابراهيم الدعيج

 

كنت في زيارة لأحد الدواوين العامرة بروادها من مختلف طبقات المجتمع الكويتي وشرائحه، من بدو وحضر وشيعة وسنة، ممثلين كل أقطاب القبائل والتيارات. وفي كل اسبوع يثار أحد مواضيع الساحة للنقاش، والكل يدلي بدلوه معبرا عما في خاطره من اراء، ودائما يحتدم النقاش لاختلاف المتحاورين، غير أنه في هذه المرة اجتمعوا على شيء واحد وهو ان الاسباب الرئيسية لما تشهده الساحة من أحداث أخيرة تعود إلى أربع قضايا اساسية، وهي: الصراع على السلطة وعدم تحقيق العدالة بين أفراد المجتمع وتعطل التنمية وانتشار الفساد. وأكد الجميع أن القضاء على الفساد ومحاربته هو بيت الداء.

كما أكدوا أن الفساد الذي استشرى في البلد له أوجه عديدة وأشكال متنوعة مستتراً بأعمال وممارسات مهنية وأخلاقية. وانه لا يقتصر فقط على إساءة استخدام السلطة والرشى والاختلاسات وهدر المال العام ولكن يشمل كذلك المحسوبية والمحاباة والابتزاز.

وقياسا على ذلك، فما هو حكم الموظف العام الذي يتقاضي راتبا من دون انتاجية أو التزام بالحضور، وذلك الذي يمنح الاستثناءات المخالفة ويسعى الى اتمام المعاملات بصورة غير مشروعة، والآخر الذي يستحوذ على الممتلكات العامة أياً كان نوعها أو كمها ويستفيد منها لأغراضه الشخصية، او الطالب الجامعي الذي يغش، او التاجر الذي يتلاعب بالاسعار والمزيف للحقائق، أو النائب الذي يمارس الضغوط السياسية ويسعى الى تقديم الخدمات لتحقيق مكاسب غير مشروعة، وذلك المستفيد والمسيء الى استغلال الفتوى التي استباحت الرشوة بمبرر وجود ظرف خاص يجعل الإنسان غير قادر على استيفاء حق له إلا بأداء الرشوة لظالم أو لمسؤول؛ فإن ما يدفعه في هذه الحال من أجل الوصول إلى حقه لا يعتبر رشوة؟!

والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ما هي النسبة التقديرية لهؤلاء الذين لم يقوموا بممارسة أو اعمال ذات صلة بأي نوع من أنواع الفساد؟ أعتقد أن النتيجة ستكون مخيبة للآمال.

في الكويت أصبح الكثير لديه ازدواجية في التعامل مع الفساد، حيث انه لو كان هو الشخص ذاته المستفيد من ممارسات الفساد لوجد محللا شرعيا ومبررا لتحليل انواع الفساد الذي يمارسه، اما لو كان ليس لديه أي مصلحة أو أجندة شخصية فتراه يقيم الدنيا ويقعدها. حقا انها لعبة سياسة.

نحن نقول، حتى يمتلك أي شخص الأهلية للحديث عن الفساد ويطالب بمحاربته، وقبل أن يتخذ من ذلك قضية يستغلها لأغراض سياسية، وجب عليه ان تكون يده نظيفة ناصعة البياض وفقا لما تم طرحه، وألا يحلل لنفسه ما قد حرمه على غيره.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك