ثورة ممنوعة من النصر
زاوية الكتابكتب أكتوبر 28, 2012, 12:27 ص 1176 مشاهدات 0
عظمة الثورة السورية ليست في عظمة هذا الشعب وتسجيله اكبر ثورة ضد طاغية في العصر الحديث كما اتفق على ذلك المؤرخون والسياسيون، بل في المؤامرة الكونية على هذا الشعب وليس النظام -كما يدعي بشار الأسد- إذ لم يشهد التاريخ ان يتفق الغرب والشرق على حرب شعب كما في سوريا.
فلا تخدعنكم تصريحات كسير وعوير لأن الجميع اتفقوا على دمار سوريا وشعبها، ولكل طرف أسبابه وأهدافه، وما لهذا الشعب نصير إلا من لجأوا له، فبشار الاسد مدعما بمؤيديه يرفض الموت ولو كلفه ذلك أن يبقى على أنقاض دولة وأطلال شعب، فاستخدم كل ما ورثه له والده من قوة وسلاح كشفت الاحداث أن الترسانة العسكرية لم تكن لمواجهة العدو الصهيوني بل لمواجهة محولات انتزاع السلطة منه التي أرادها وراثة للأبد كما رفع الشعار الذي أسقطته الثورة في بداية حراكها.
اما ايران فتقف مع النظام لأنها ترى انه الرئة التي تتنفس منها في الشرق الأوسط والراضعة التي ترضع بها مولودها غير الشرعي في لبنان، فيما روسيا وجدت القضية السورية وسيلتها لاستعادة أمجاد الاتحاد السوفييتي دوليا ولو على حساب ملايين الضحايا في سوريا فالدم عندها بلا قيمة والتاريخ شاهد على ذلك فـ'غروزني بوتين' مثال حي على بطش الشوفينية الروسية السوفييتية .
في المقابل يبدو الكيان الصهيوني أكثر الفرحين بالثورة لأنها وفق المجريات التي يدفع بها ستجعله في مأمن من أي تحرك ضده من جانب سوريا، فيسعى هذا الكياني لإطالة أمد الأزمة ويضغط على رعاته للحصول على أكبر قدر من المكتسبات المتمثلة في تدمير سوريا إلى أبعد مدى لان في ذلك ضمانا له من أي تهديد يأتيه من الشمال بعد زوال حاميه الذي أمضى 40 سنة حارسا أمينا لجبهة الجولان والذي يتهدد وجوده حاليا بالزوال .
أما أمريكا فوجدتها فرصة سانحة لضرب المنظمات الجهادية ودفعها لمواجهة غير متكافئة مع نظام مجرم لا يتورع عن استخدام أي سلاح لسحق قوى الجهاد الإسلامي التي وجهت له ضربات موجعة ولاتزال تشكل لها تهديدا كبيرا فأرادت أن تفتح لها جبهة تلهيها كما فعلت بأفغانستان إبان الاحتلال السوفييتي لها. وقبل أن ينقلب السحر على الساحر، فدفعت تلك الجهاد للجهاد في سوريا رغم تصريح ثوار الداخل بعدم حاجتهم للرجال.. وعملت بالمقابل على منع أي تسليح ذي فعالية لمعنهم من النصر .
وهناك أخبار عن فعل الشيء نفسه من دول في المنطقة بغية التخلص من الجهاديين الذي يشكلون تهديدا لأمن الدول الداخلي فتكون جبهة سوريا متنفسا لهم .
وتبدو تركيا الخاسر الأكبر في المباراة الدائرة فهي مثل من بلع السكين لايستطيع إخراجها ولا إتمام بلعها، فكلما رفعت حدة خطابها تجاه نظام بشار جاءتها تعليمات من أمريكا بالتهدئة لأن الطبخة لم تنضج بعد ولم تتحقق الأهداف المعلنة ـ سرا ـ للثورة والتي تقول إن سوريا مازال فيها رمق يجب أن ينتهي.. وما لا يعلمه الكثيرون أن أمريكا تقوم بتصفية قادة ثوار الكتائب الإسلامية بالتعاون مع عملاء لها في الداخل دربتهم في تركيا تحت غطاء دورات تغطية إعلامية سوريا، فيقوم أولئك العملاء بتزويدها بالاسماء والمواقع فتقوم بطريقة غير مباشرة بتزويد نظام بشار بها ليضربهم، وقضية الهجوم على حي الخالدية في حمص منذ شهرين مثال على ذلك .
وخلاصة القول إنه لا أحد يريد للثورة السورية أن تنتصر، إلا قلة قليلة من الأشقاء العرب الذين يتابعون مجرياتها على شاشات التلفزيون وهم يقولون في سرهم: (ماذا نفعل؟ العين بصيرة واليد قصيرة) !
تعليقات