عن الخثاق الوطني؟!.. يكتب جعفر رجب

زاوية الكتاب

كتب 1311 مشاهدات 0


الراي

تحت الحزام  /  الخثاق الوطني

جعفر رجب

 

كمن فاته رمضان، فأعلن عن نيته صيام العيد، قرر تجمع الميثاق الوطني وفي بيان أرسل للصحف عن «اعتذاره» المشاركة في الانتخابات، هم لم يقاطعوا ولكنهم اعتذروا عن المشاركة، وكأن الموضوع عزيمة عشاء أو دعوة للعرس!
في الكويت عدد التجمعات أكثر من عدد صالونات التجميل، وتشابه أسمائها تذكرك بتشابه أسماء محال الخياطين، وغالباً ما يكون اسم التجمع رباعياً وخماسياً، وعدد أعضائه ثلاثة فقط (رئيس ونائبه وأمين السر)، وكلما قل عدد الأعضاء ازداد الاسم طولاً، وتكون كل مهمة التجمع في الحياة السياسية إصدار البيانات المنددة والمستنكرة والمحذرة والمشيدة...!
نعود لتجمع الميثاق، صدر البيان، وبمجرد صدور البيان تداعى الكل لمعرفة من هم، قبل معرفة ماذا يريدون؟ وتبين بعد الفحص المختبري، أن التجمع الذي قام وفقاً لمبادئ واضحة وأهداف نبيلة تحول الآن كل تجمع يتحكم به هامور صغير يتبع هاموراً أكبر منه في الغرفة، ومن سخريات القدر اكتشف أيضاً أنهم كانوا مشاركين بالحكومات السابقة بوزير، كل إنجازاته تتلخص في توزيع الصحيفة السجادية على الوزراء والنواب!
من حق كل مواطن أن يقاطع أو يشارك، ولكن ليس من حق أحد أن يستغفلنا و«يطلع فيها» لدرجة حتى دعاة المقاطعة انحرجوا من هذا البيان، وتوجسوا خيفة، وقالوا «كجا مرجبا» تقاطعون، وتعلنون إلا إذا كانت هناك مصيبة أو خطة تحاك بليل، وأطمئنهم أن موضوع المقاطعة ليس أحلام «الكادحين» بل أيضاً من أحلام الهوامير، تريد المقاطعة ليس حباً في الديموقراطية ولكن خوفاً من تغير المعادلات السياسية والاقتصادية، وأن يتم سحب البساط من تحت أقدامهم وهم من تعودوا على أن تطعمهم الحكومات من رحيق مناقصاتها!
نعم لقد نفوا نشرهم البيان الذي ولد ميتاً، ولكن في بلادي عادة، النفي اثبات، وتصريح الزلزلة ورفضه للبيان يشير بالفعل إلى ان البيان لم ينزل من السماء، وأعرف أن من ينفي البيان يوضح موقفه أيضاً مما كتب فيه، ولكن ما حصل أن التجمع نفى البيان ولم يوضح موقفه من الانتخابات النيابية...!
دعونا من الميثاق ولنتحدث عن الخثاق... انه كائن بحري، يفرز الحبر كنوع من التمويه ووسيلة للهروب، ومثل هذه البيانات حبرها لا يساوي الحبر الذي يفرزه الخثاق!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك