«الانقلاب على السلطة» مصطلح لا يناسب الكويت.. بنظر سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب أكتوبر 25, 2012, 11:47 م 955 مشاهدات 0
الأنباء
فكرة / الانقلاب.. مفردة بغيضة دخيلة علينا
سلطان الخلف
المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين تحدث في الدول الديموقراطية على اختلاف مستوى الوعي الديموقراطي فيها، ففي اليونان تحدث مواجهات شبه يومية بين المتظاهرين وقوات الأمن بسبب سياسات التقشف التي تنتهجها الحكومة اليونانية، وحدث ذلك في إسبانيا للأسباب نفسها كما حدث مثل ذلك في الدول التي تتمتع بعراقة ديموقراطية كفرنسا عندما أراد الرئيس السابق ساركوزي مد فترة الخدمة المدنية لموظفي الدولة.
وبالنسبة لهذه الدول فإن الخلافات السياسية بين تلك الحكومات وشعوبها تعتبر ظاهرة طبيعية تتكرر بين فترة وأخرى ثم تعود الأمور إلى طبيعتها وكأن شيئا لم يحدث.
لكن الخلاف السياسي عندنا في الكويت غالبا ما ينظر إليه من زاوية مختلفة على أنه قضية حساسة جدا وخطيرة ويمكن ملاحظة ذلك من خلال وسائلنا الإعلامية ومن خلال أطروحاتنا الشعبية وقد عايشنا ذلك منذ مجلس 2009 المنحل حتى أحداث ليل الأحد الماضي المؤسفة، لكن يبقى الأمر مجرد خلاف سياسي لا يرقى إلى مستوى محاولة الانقلاب على السلطة كما يحلو للبعض أن يسميه وقد حدثت مثل تلك الاحتجاجات في الثمانينيات ولم يتهم من تزعموها في ذلك الوقت بأنهم يسعون إلى الاستيلاء على السلطة ونخشى أن يقحم مصطلح «الانقلاب على السلطة» في مفرداتنا السياسية الحديثة وهو مصطلح لا يناسبنا ككويتيين البتة، لأن الكويت دولة دستورية وليست بلدا عسكريا أو بلدا دكتاتوريا قمعيا ينتظر خلاصا ينفذه بوعزيزي كويتي، وشتان ما بين الكويت ودول الربيع العربي التي يحاول البعض أن يشبهنا بها.
ربما يندهش المرء من أن البعض من أصحاب الحملة الدعائية المغرضة التي تبنت ذلك المصطلح عندنا في الكويت كان يدعم التظاهرات في مملكة البحرين الشقيقة بكل قوة وبشكل علني دون حياء أو خوف ولم يعتبرها محاولة انقلاب على السلطة رغم كل شعاراتها النارية ومظاهر العنف التي صاحبتها وشلت الحياة اليومية فيها على مدى أيام ولم تسلم مملكة البحرين منها إلا بعد تدخل قوات درع الجزيرة المظفرة وبمعنى آخر لا توجد مصداقية لدى هؤلاء البعض اللهم إلا في بث مشاعر الكراهية بين أبناء الشعب الكويتي.
مرسوم حماية الوحدة الوطنية 19/2012 جاء في وقته ما فوحدتنا الوطنية اليوم في أمس الحاجة إلى حماية ولابد من التصدي بهذا المرسوم بكل حزم لمن يستخدم ذلك المصطلح أو تلك المفردة البغيضة ضد الآخرين من أبناء الكويت بدافع التحريض على الكراهية قبل أن تصبح ثقافة مستوطنة في العقل الكويتي وعلى هؤلاء البعض الكف فورا عن تعاطي تلك المفردة احتراما لكلمة صاحب السمو الأمير في لقائه مع عدد من رجالات الدولة وأصحاب الدواوين عندما قال: (لسنا أعداء أحد ولا أشك في ولاء أحد).
تعليقات