«لا طاعة لمطاعة» مع الشعب الكويتي.. يقولها د. سامي المانع

زاوية الكتاب

كتب 1101 مشاهدات 0


«لا طاعة لمطاعة»

د. سامي عبدالعزيز المانع


أيام عصيبة قادمة لا نعلم ماذا تخبئ، وفي أي اتجاهٍ ستضرب، ولكنها قطعاً مريبة، وتمخضت هذه الأيام في الليلة التي اخترق فيها مسلم البراك حاجز الصوت، عندما احتكت القوات الخاصة بالشباب المتظاهر، وتم اعتقال بعضهم على «الفرّازة» بانتقائية واضحة.
البلد منقسم، وسيتعمق الانقسام أكثر وأكثر في حال ظهر لنا مرسوم ضرورة بتغيير النظام الانتخابي، فهناك من هو «مع» ما حدث، ومن هو «ضد»، ومن هو مع جل الحراك ويختلف مع بعضه، ومن يتفق مع «الشعارات» وغير راضٍ عن الأسلوب والخطاب والسلوك، ومن لم يشكل قناعة بعد لضبابية المشهد، ومن لم يحدد موقفاً منتظراً إلى أي جانب ستميل الكفة ليتمايل ويتراقص معها، أما أسوأ البشر.. فهم «الشامتون»، الذين يحرضون ويتمنون الضرر لأبناء بلدهم، ولا يدرون أن الدوائر ستدور على رؤوسهم في دولة اللاقانون، فهم «فداوية» لا أكثر وما أكثرهم!
«المطاعة» ليست حلاً، وهي لن تجلب الهيبة، وهذا الأسلوب مرفوض، ولن يزيد الجماهير إلا عناداً وحماساً وتماسكاً، ولن يشيع إلا الفوضى، فهل هذا ما تريدون؟ وهل الخيار الأمني هو الخيار الأمثل؟ فهل ضاقت بكم السبل وأصبح هذا هو السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة؟ نحن نجزم بأنه «لا طاعة لمطاعة» مع الشعب الكويتي، كما أننا لا نؤيد المسيرات غير المنضبطة والخطاب غير المدروس، والتحرك غير معلوم وغير معلن النتائج.
وإن كان هناك منفذ لهذا الاختناق، فالمخرج الآمن والأحق والأسهل الذي فيه خير هذا البلد، وخسائره لا تكاد تذكر، بالإبقاء على النظام الانتخابي دون تغيير والدعوة للانتخابات، والقيام بإصلاحات تحت ضوء الشمس على وجه السرعة، وتطبيق القانون الغائب، ولعل بذلك تكون هذه الأزمة الخانقة فاتحة خير علينا جميعاً، وعدا ذلك فإننا نقفز إلى المجهول، وإن قفزنا.. أخشى من عدم قدرتنا على الرجوع.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك