عن الإصلاح اللئيم!!.. يكتب خالد طعمة

زاوية الكتاب

كتب 898 مشاهدات 0


الراي

الكلام المقتضب  /  الإصلاح اللئيم

خالد طعمة

 

لا بأس مع الحياة من غير القليل من اليأس، هكذا أخذت أتلاعب مع المثل الدارج لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس بعد أن تعب ذهني ومن بعده كلي من تلك الممارسات التي أخذت تتسلق إلى عليات حياتنا دون يأس مع كثير من البأس.
إن الإصلاح كلمة يرددها الكثيرون في خطاباتهم المختلفة وندواتهم الممتدة من شمال الأرض وصولاً إلى جنوبها والعكس، إلا أن نقد المرددين الذين ترددوا في خط طريقهم إلى الإصلاح هم من نريد ونقصد لكونهم ارتضوا الدنيا حياةً أبديةً لهم ولم ينتظروا الآخرة، إن الرسل والأنبياء عانوا من وعورة طريق الإصلاح ولكنهم لم يكفوا السير في ردهاته وأزقته التي لا تخلو من النقد واللذع والوصم بأبشع التهم وأرذل الحمم التي لا تصدر إلا من البليد وأصدقائه الذين تلبدت مقلهم بغيوم الوهن والرهن لكون الأول تملك أفئدتهم وأما الثاني كان من فقرهم الشديد لقواعد الأخلاق فاستعملوا الرهن حتى يلجو إلى طموحاتهم الضئيلة ويتبجحوا على الناس برؤاهم الضيقة،إن من يؤمن بالإصلاح لا يحق له ان يصنع حارةً متسخة غير نظيفة تملؤها الأوحال والأوساخ بذريعة أن الغاية تبرر الوسيلة فلم يستعمل هذه العبارة لا الأنبياء أو الرسل أو الصحابة أو غيرهم من قدوات الأمة الإسلامية.
إن التشويه المتعمد لقلب الحقائق ويصرخ بها مدعوا الإصلاح وتصدح بها حناجرهم ليس له جزاء معتبر إنما ذل مستمر، فالأمة تداعى بنيانها المرصوص وأخذ يتهاوى ولكنه سرعان ما رمم بالاستعانة بفضائل الأخلاق ورفع النمارق على كل واقع ينتظر بشغف أي أحد لاعق، إن التبجح والكثرة ليست دلائل قوة وإن كانت تغلب شجاعة البعض، لكنها ضعف ممن هو فرد وأقوى من الجمع لكون الأسس والمبادئ لا تسمح أبداً بالتجمع على الضعيف ولا بسلب الرغيف، إن المصلح لايفكر أبداً بالتهادن مع المفسد حتى وإن انقلب عليه لاحقاً لأنه كان بائعاً لضميره فكيف له أن يشتري ضمائر غيره من المغررين والباحثين عن حقيقة الفترة التي بها هم عائشون.
هل يصدق أحد منا شخصاً يدعي حرصه على الدين ويستخدم كل انواع الغدر والتخوين دون أن يخرجنا من خطابه المهين للأمة وللناس أجمعين، عندما أتى محمد صلى الله عليه وسلم للناس أجمعين لم يقل لهم اتركوا الأصنام بالشكل دون المعنى بل الاثنين مجتمعين، واليوم يأتون إلينا بفكرهم ملمعين لأصنام صنعوها بالمعنى دون الشكل وأصبحوا بذلك مشركين، لقد كرموا العادات على الدين ورموا العمامة ورفعوا الطيلسان وتركوا بقية لباسهم للدين وأليس الدين هو رأس كل أمر ألا يحق لنا أن نتدبر السنة مجتمعة أم نأخذ ما يحلو لنا ونترك البقية ونحن له رامون.
من يحبس الحقيقة ليس إلا حارماً للناس مجتمعين، وعليه كل الأضواء مسلطة حتى يلين ويبين لنا أنه حال كل البشر خلق من ماء مهين واختلف عنهم بهجره للدين القويم وتركه للحقيقة وتغليب العادات على الدين. ويحكم وويح فكركم اللعين الذي اتبعتم فيه خطوات الشيطان الرجيم ليذهبوا خلفه في إصلاحهم اللئيم ونحن بعيداً عنهم بإصلاح العادات لتطوع لأجل الدين.
اللهم احفظ عبادك المسلمين من كيد الشيطان الرجيم.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك