مدافعاً عن نبيل الفضل

زاوية الكتاب

الدعيج : غلطة وزلة لسان وهجومكم عليه غير مبرر

كتب 3018 مشاهدات 0


انتصار جماعة المقاطعة لقبيلة «الصلبة» انتصار تحوطه الشبهات، وينضح بالتكسب الرخيص على حساب قبيلة صلبة نفسها. فما حدث هو زلة لسان وكلمة عابرة، هي اصلا حصيلة تراث وتقاليد قديمة عقيمة عفا عليها الزمن، ربما مررها لنا آباء واجداد «المنتصرين» انفسهم. لكن شاء قدر النائب نبيل الفضل ان «تفلت» منه في لقاء علني على الهواء. لا اعتقد ان النائب معني بإهانة القبيلة المعنية أو تحقيرها، وكذلك حال القناة. لكنها غلطة وحدثت.. والمخلصون والحريصون على ما يسمى بالوحدة الوطنية كان عليهم عدم تكبير الامر وعدم التعريض المتواصل بقبيلة «الصلبة» عبر تكرار الأمر واذاعته. كان المفروض الطلب من المخطئ ان يعتذر مرة ثانية.. وهو اعتذر أصلا، وكان على القناة، التي ما قصّر مذيعها، ان تبدي الاسف ايضا وتعد باستخدام «كونترول» افضل على بثها المباشر في المرات المقبلة. (على فكرة هذا المفروض ان تلزم وزارة الاعلام به القنوات).

لكن الاهم من هذا كله كان على جماعة المقاطعة ان يصمتوا، وألا يحاولوا التكسب على حساب الصدفة التي وفرها خطأ النائب نبيل الفضل لهم، خصوصا اننا نعلم انهم هم اكثر الناس عنصرية وترفعا عن الآخرين وتحقيرا لهم. لو أتت من ناس متواضعين، ومن ناس لا يصنفون الآخرين بحر وعبد، واصيل وغير اصيل، وعربي واعجمي، وقبلي شريف وقبلي غير شريف ونجدي وبيسري.. واخيرا سني وشيعي. لو أتت من ناس خارج التعصب والتخلف اللذين تتمتع بهما جماعة المقاطعة لربما بدا الامر مقبولا.. لكن من فلان وفلان، ومن الشريف وليد الطبطبائي الذي عبّر عن «إنسانيته» بالانتصار لقبيلة الصلبة من خلال تحقير أصل نبيل الفضل وفصله.. لا اسمحوا لنا.. مقبولة من غيركم ولكن ليس منكم.

المشكلة الاساسية هي في استمرار التعصب او حتى الانتماء القبلي. فأنت هنا لا تستطيع ان تجري بحثا تاريخيا عن اي حدث او واقعة او ظاهرة. دون ان تصطدم بما يعتبره البعض اساءة او تذكيرا ببعض الادوار غير المرغوبة للبعض. واقعيا ليس بالامكان اجراء اي بحث علمي تاريخي بحيادية، دون الخوف من اثارة هذه الجماعة او الاساءة لتلك.

اذاً المشكلة في هذا الانتماء «الجمعي» الذي لم يعد يتناسب وظواهر العصر ومتطلباته. ان المفروض في الدولة ومؤسساتها المدنية ان تحل محل القبيلة او الطائفة في احتضان الفرد ورعاية مصالحه. لكن هنا الفرد معذور.. فنحن مع الاسف لم نستكمل بعد بناء الدولة ولم ننجز الضروري من مؤسساتها. لهذا يظل الفرد بحاجة الى قبيلته او طائفته، او في احسن الاحوال حمولته واسرته كي يقضي احتياجاته، وفي احيان كثيرة يصون حقوقه ايضا.

عبداللطيف الدعيج

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك